والآخرة، وأنعم على من قام بهما بالنعم الباطنة والظاهرة. من اتقى الله وأعمل " لسانه بذكر الله، واستعمل الخلق الجميل مع عباد الله جعل الله له من كل هم فرجا، ومن كل ضيق مخرجا، ورزقه من حيث لا يحتسب. ومن اتقى الله ولزم القول السديد يسره الله لليسرى، وجنبه السوء والعسرى، وغفر له في الآخرة والأولى. {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا}[الطلاق: ٥] من اتقى الله زاده الله علما وفرقانا، وملأ قلبه طمأنينة إليه وثقة به وأمنا وإيمانا، وأسبغ عليه آلاءه فضلا منه وإحسانا. كيف يكون متقيا لله من أهمل فرائض الله وضيعها، وتجرأ على محارمه وانتهكها؟ كيف يكون متقيا من تجرأ على الربا والغش والبخس وأكل الحرام، وأطلق لسانه في الغيبة والنميمة والكذب والآثام؟ كيف يكون متقيا من لا يخفى له طمع إلا خانه، ومن لا يراعي العهود ويؤدى الأمانة؟ لقد عرضت الأمانة التي هي القيام بحقوق الله وحقوق خلقه على السماوات والأرض والجبال، فأبين أن يحملنها وأشفقن من هذه الحال، وطلبن العافية وتضرعن إلى ذي العظمة والجلال، وحملها الإنسان على ظلمه وجهله، وتلقى ما فيها من الأوامر والأثقال. فمنهم من سعد بحملها وبلغ بالقيام بها الآمال، ومنهم من ضيعها فباء بالخسران والنكال.