بروزًا في الحياة العملية من سيرة خير البرية نبينا محمد، صلى الله عليه وسلم، وعلى ذلك نقتصر في غير مزيد على سيرة القدوة الأولى وإمام الأئمة نبينا محمد، صلى الله عليه وسلم، وإن كان القارئ الكريم يعلم أن في السلف من بعد النبي، صلى الله عليه وسلم، نماذج ماثلة وتأس محفوظ وفيما سبق إشارات كقصة الإمام أحمد في فتنة خلق القرآن وغيرها.
في صلح الحديبية وبعد أن فرغ الرسول، صلى الله عليه وسلم، من كتابة الصلح مع قريش، «أمر عليه الصلاة والسلام الصحابة أن ينحروا ثم يحلقوا من أجل أن يتحللوا من عمرتهم، لأنهم قد حصروا ومنعوا من البيت. يقول الراوي: فوالله ما قام منهم رجل واحد حتى قال ذلك ثلاث مرات. . فلما لم يقم منهم أحد، قام فدخل على أم سلمة فذكر لها ما لقي من الناس. فقالت أم سلمة - رضي الله عنها-: يا رسول الله أتحب ذلك؟ اخرج ثم لا تكلم أحدًا منهم كلمة حتى تنحر بدنتك وتدعو حالقك فيحلق لك. فقام فخرج فلم يكلم أحدًا منهم حتى فعل ذلك، نحر بدنته، ودعا حالقه فحلقه، فلما رأى الناس ذلك قاموا فنحروا وجعل بعضهم يحلق بعضًا حتى