صلى الله عليه وسلم:«أشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله لا يلقى الله بهما عبد غير شاك فيهما إلا دخل الجنة» .
الثالث: القبول المنافي للرد: والمراد القبول لما اقتضته هذه الكلمة بقلبه ولسانه وعمله، ورد ما سوى ذلك مما ينافي هذه الكلمة، خلافا لمكذبي رسل الله الذين أخبر الله عنهم بقوله:{وَكَذَلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ}[الزخرف: ٢٣](الزخرف الآية: ٢٣) ، وقال تعالى في وصف الكافرين:{إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ - وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُو آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَجْنُونٍ}[الصافات: ٣٥ - ٣٦](الصافات الآية: ٣٥ - ٣٦) .
وفي الصحيح عن أبي موسى الأشعري - رضي الله عنه - عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:«مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل الغيث الكثير أصاب أرضا فكان منها طائفة طيبة قبلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب الكثير، وكانت منها أجادب أمسكت الماء فنفع الله بها الناس فشربوا وسقوا وزرعوا، وأصاب منها طائفة أخرى إنما هي قيعان لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ، فذلك مثل من فقه في دين الله، ونفعه ما بعثني الله به فعلم وعلَّم، ومثل من لم يرفع بذلك رأسا ولم يقبل هدى الله الذي أرسلت به» .
الرابع: الانقياد المنافي للترك: والمراد الانقياد لما دلت عليه من إخلاص العبادة لله وحده وترك عبادة ما سواه، قال - عز وجل - {وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ}[الزمر: ٥٤](الزمر الآية: ٥٤) .
وقال تعالى:{وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى}[لقمان: ٢٢](لقمان الآية: ٢٢) ، أي بلا إله إلا الله، ومعنى يسلم وجهه ينقاد وهو محسن.