للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

حنيفة" (١)، انتهى. والمشهور من مذهب الشافعي تخصيص القنوت في الوتر بالنصف الأخير من رمضان.

(إذا رفع رأسه من الركوع) هذا موافق لمذهب الشافعي، وعندنا قبل الركوع، لحديث أخرجه ابن ماجه، والنسائي، وغيرهما: "أنه قنت قبل الركوع في الوتر"، وأما قنوت الفجر فمنسوخٌ عندنا، كما حققناه في "المرقاة شرح المشكاة". (مس) أي: رواه الحاكم عن الحسن بن علي.

(فيقول: اللهم اهدني فيمن هديت) أي: اجعلني من جملة الذين هديتهم، وأهديتهم إلى الصراط المستقيم (وعافني فيمن عافيت) أي: أعطني العافية فيمن عافيتهم من الآفات الدينية، والمحن الدنيوية (وتولني) أمر مخاطب من "تولى"، إذا أحب عبدًا، وقام بحفظه وحفظ أموره، قاله المظهري، (فيمن توليت) أي: فيمن اخترتهم بالولاء.

(وبارك) أي: أوقع البركة والزيادة (لي فيما أعطيت) أي: فيما أعطيتني من خير الدارين، وفي "النهاية": "أي: أثبت لي وأدم ما أعطيتني من التشريف، والكرامة، وغيرهما، وهو من بَرَك البعير، إذا ناخ في موضعه فلزمه، ويطلق من البركة أيضًا على الزيادة، والأصل الأول" (٢).

(وقني شر ما قضيت) أي: احفظني سوء ما قدرت على في حكمك، كما قيل: "أفر من قضاء الله تعالى إلى قدره"، (إنك) وفي رواية الترمذي


(١) "الأذكار النووية" (صـ ٤٨).
(٢) "النهاية" (١/ ١٢٠) مادة (ب ر ك).

<<  <  ج: ص:  >  >>