للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم قال: "قوله: "ولا ملجأ": بهمزة مفتوحة، أي: لا مستند ولا مَن يُلْتَجَأُ إليه إلا الله، وقوله: "ولا منجا"، غير مهموز" (١)، انتهى.

وقال العسقلاني (٢): "الأصل في "ملجأ" بالهمزة، وفي "منجا" بغير همزة، لكن لما جمعا جاز أن يهمزا للازدواج، وأن يترك الهمزة فيهما، وأن يهمز المهموز ويترك الآخر، ويجوز التنوين مع القصر فيصير خمسة أوجه.

وقال الكرماني في "لا منجا": "مقصور، وإعرابه كإعراب عصا، فإن قلت: فهو يقرأ بالتنوين وعدمه؟ قلت: في هذا التركيب خمسة أوجه؛ لأنه مثل: لا حول ولا قوة إلا بالله، والفرق بين نصبه وفتحه بالتنوين وعدمه، وعند التنوين تسقط الألف، قال: "ولا ملجأ ولا منجا" إن كانا مصدرين فيتنازعان في "منك"، وإن كانا مكانين فلا؛ إذ اسم المكان لا يعمل، وتقديره: لا ملجأ منك إلى أحد إلا إليك، ولا منجا إلا إليك"، انتهى.

والملجأ بمعنى: الملاذ والمفر، والمنجا بمعنى: المخلص والمفر، ففيه إيماء إلى قوله تعالى: ﴿فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ﴾ [الذاريات: ٥٠]، وقوله سبحانه: ﴿كَلَّا لَا وَزَرَ (١١) إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمُسْتَقَرُّ﴾ [القيامة: ١١].

(آمنت بكتابك الذي أنزلت) قال ميرك: "أي: القرآن، فإن قلت: المفرد المضاف يفيد العموم، فلم خصصته بالقرآن؟ قلت: بقرينة المقام، مع أن عمومه مختلف فيه، ثم الإيمان بالقرآن مستلزم للإيمان


(١) "مفتاح الحصن الحصين" (ل ٧/ ب).
(٢) فتح الباري (١١/ ١١١)

<<  <  ج: ص:  >  >>