الإسناد، فالمعنى: أسندت ظهري إليك، واعتمدت في أمري عليك.
وفيه تنبيه نبيه على أنه كالمضطر في ذلك، حيث لم يعلم له سندًا يتقوى به غير الله، ولا ظهرًا يشتد به أزره سواه.
(رغبة) أي: ميلًا (ورهبة) أي: خوفًا (إليك) قال الكرماني: "أي: طمعًا في ثوابك، وخوفًا من عقابك، و"إليك" متعلق بـ "رغبة"، كقولهم: علفته تبنًا وماء باردًا"، انتهى.
وفي كونه مثالًا له نظر لا يخفى، والأظهر أن يكونا متنازعين فيه، أي: رغبة إليك وهو ظاهر، ورهبة إليك بمعنى أني حالة الخوف لا أرجع إلا إليك، فيكون ما بعده وهو قوله:(لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك) كالتعليل له بطريق الاستئناف البياني، ثم نصب "رغبة" و"رهبة" على العلة، أو على الحال، بمعنى: راغبًا وراهبًا، وقيل: قوله: "رغبة، ورهبة" منصوبان على المفعول له على طريق اللف والنشر، أي: فوضت أمري إليك رغبة، وألجأت ظهري في المكاره والشدائد إليك رهبةً منك؛ لأنه لا ملجأ ولا منجا إلا إليك.
ومال المصنف إلى قول الكرماني، حيث قال:"عطف الرهبة على الرغبة ثم أعمل لفظ "الرغبة" وحدها، ولو أعمل كلًّا منهما لقال: "رغبة إليك ورهبة منك"، والعرب تفعل ذلك كثيرًا كقول الشاعر:
ورأيت بعلك في الوغى … متقلدًا سيفًا ورمحا (١)
(١) اللسان والتاج "قلد". وينسب لعبد الله بن الزبعري.