للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(لَأن أقعد) جوابُ قسمٍ مقدَّر، أي: والله، لقعودي، وقيل: "اللام للابتداء دخلت على "أن" المصدرية لتأكيد الحكم والنسبة، أي: أن قعودي وثبوتي وصبري" (مع قوم) أي: جمعِ (يذكرون الله من صلاة الغداة حتى تطلع الشمس أحبّ إليّ من أن أعتق أربعةً) أي: من إعتاق أربعة أشخاص (من ولد إسماعيل) بفتحتين، وفي نسخة بضم فسكون، والمراد [أولاد] (١) إسماعيل جده .

قال المصنف: "نصّ عليهم لأنهم أفضل العرب" (٢)، قلت: أو لأنهم مشتركون معه في النسب والحسب، لكنّ وجهَ تخصيصِ الأربعة لا يعلم إلَّا منه ، وقيل: "يحتمل أن يكون ذلك لانقسام العمل الموعود عليه على أربعةٍ: ذكر الله، والقعود له، والاجتماع عليه، وحبس النفس، من حين يصلي إلى أن تطلع الشمس أو تغرب"، والله أعلم.

(ولَأن أقعد مع قوم يذكرون اللَّه تعالى من صلاة العصر إلى أن تغرب الشمس أحبّ إلي من أن أَعتِق أربعةً) أي: من ولد إسماعيل، وتركه للظهور من باب الاكتفاء على أنه مصرّحٌ به في بعض الأنباءِ، ولعلّ الحديث مقتبسٌ من قوله تعالى: ﴿وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ


= ومسعر) كلهم قال، عن عطاء بن السائب، عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله نحوه.
(١) كذا في (أ) و (ب) و (د) و (هـ)، وفي (ج): "بأولاد".
(٢) "مفتاح الحصن الحصين" (ل ٣/ ب).

<<  <  ج: ص:  >  >>