للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في كنف حفظك وعهد طاعتك مات.

وقال المصنف: "أي: خفارتك وطلب غفرانك، وفي أمانك، وقد كان من عادة العرب أن يخفر بعضها بعضًا، [فكان] (١) الرجل إذا أراد سفرًا أخذ عهدًا من سيّد كل قبيلة فيأمن به ما دام في حدودها حتى ينتهي إلى الأخرى، فيفعل مثل ذلك، فهذا حبل الجوار، أي: ما دام مجاورًا أرضه، ويجوز أن يكون من الإجارة، وهو الأمان والنصرة" (٢).

(فَقِهِ) بهاء الضمير، وفي نسخة صحيحة بهاء السكت أي: فاحفظه، (من فتنة القبر) أي: اختباره أو عذابه، (وعذاب النار، وأنت أهل الوفاء) أي: لقولك ﴿أُوفِ بِعَهْدِكُمْ﴾ [البقرة: ٤٠].

(والحمد) أي: وأهل الحمد بالتزكية والثناء، أو بالشكر والجزاء لمن ثبت على الإيمان وقام بحق القرآن، والجملة حالية من فاعل "قِهْ" أو استئنافية.

ويمكن أن يكون المعنى: وأنت أهل الوفاء لقولك: ﴿ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾ [غافر: ٦٠]، وأهل الحمد: أي: اللائق به ليس إلا أنت، ومن كان كذلك لا يرد سؤال السائل.

(اللهم فاغفر له) أي: بمحو سيئاته، (وارحمه) برفع درجاته، (إنك أنت الغفور الرحيم. د، ق) أي رواه: أبو داود، وابن ماجه، عن واثلة بن الأسقع، أنه قال: "صلى بنا رسول الله على رجل من المسلمين، فسمعته يقول:


(١) كذا في "المفتاح"، وفي (أ) و (ب) و (ج): "وكان"، وفي (د): "ولأن".
(٢) "مفتاح الحصن الحصين" (ل ١٥/ أ).

<<  <  ج: ص:  >  >>