للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وحسن الحال" (١)، انتهى.

والأظهر أن يقال: أي في حال غبطة يغبطك فيها أقرانك، (وسرور) أي: وفي فرح يحزن أعداءك، (وقبضه) أي: أخذه تعالى، (منك بأجر) أي: مصحوبًا بأجرٍ، أو بمقابلة أجرٍ، (كبيرٍ) بالموحدة، وفي نسخة صحيحة بالمثلثة، فالأول يشير إلى عظمة الكيفية، والثاني: يشير إلى عظمة الكمية.

(الصلاة) يجوز فيها وما عطف عليها الحركات الثلاث، والجر بالبدلية أولى، ثم الرفع عك أنه خبر مبتدإٍ محذوف هو: "هو والنصب بتقدير: "أعني".

(والرحمة والهدى) وفيها اقتباس من قوله تعالى: ﴿أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ﴾ [البقرة: ١٥٧] أي: للحق والصواب حيث استرجعوه، وسلموا القضاء لله تعالى، ثم الصلاة في الأصل الدعاء، ومن الله التزكية والمغفرة، والمراد بالرحمة: اللطف والإحسان، قال القاضي: "وجمعها للتنبيه على كثرتها وتنوعها". قلت: أو لمقابلة الجمع بالجمع، ولذا أفردت في الحديث.

(إن احتسبت) أي: طلبت الثواب، (فاصبر ولا يحبط) من الإحباط بصيغة النهي، أي: ولا ينبغي أن يضيع (جزعك) أي: قلة صبرك وكثرة فزعك، (أجرك) أي: ثوابك، (فتندم) حيث لا يرجع محبوبك، ويفوت


(١) "مفتاح الحصن الحصين" (ل ١٥/ أ).

<<  <  ج: ص:  >  >>