للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(سلام عليك، فإني أحمد إليك) أي: معك، أو منهيًا إليك، وموصلا لديك، (الله الذي لا إله إلا هو) أي: فله الملك وله الحمد.

(أما بعد) أي: بعد البسملة والحمدلة، وتسمى الجملة فصل الخطاب لشروع الكتاب، (فأعظم الله لك الأجر) ولعل هذا مأخذ أهل مكة في قولهم عند التعزية: " [أعظَم] (١) الله لك الأجر"، أي: الجزيل، (وألهمك الصبر) أي: الجميل، (ورزقنا وإياك الشكر) أي: على سائر النعم، أو على هذه المصيبة، فإنها نعمة ومنحة ولو كانت في الصورة بلية ومحنة، أو مرتبة الشكر على المصيبة فوق منزلة الصبر، وإن كان الصبر على ما تكره النفس فيه خير كثير وأجر كبير.

(فإنّ أنفسنا وأموالنا وأهلينا) أي: من الأزواج والخدم والحشم، أو أقرباءنا، (وأولادَنا) أي: من أبنائنا وبناتنا وأولادهما، (من مواهب الله ﷿ الهنيئة) بالهمز، ويجوز إبداله وإدغامه، وهي كل أمر يأتيك من غير تعب على ما في "النهاية" (٢).

وهذه الأشياء وإن كان بعضها قد يحصل بالمكاسب لكن بالنظر إلى العارف لا يخرج عن كونه من المواهب.

(وعواريّه) بتشديد الياء جمع العاريّة مشددة، كأنها منسوبة إلى العار؛


(١) كذا في (أ) و (د)، وفي (ب) و (ج): "عظم".
(٢) النهاية (٥/ ٢٧٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>