أهمية هذا الدين، وشدة الحاجة إلى التمسك به، وإلى فهمه فهما صحيحا، وتطبيقه تطبيقا شاملا. فإنه متى فهم وطبق بجميع تعاليمه، فإنه كاف، بل هو الغاية في حل جميع المشاكل، ومن جملتها: النظم السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
ومنها: قولكم: الكل يعلم أن باب الاجتهاد مقفول أمام الجميع، باستثناء القلة، التي هي نفسها لا تفعل شيئا سوى نقل النصوص الفقهية، التي كتبت من مئات السنين. فنقول: إن أريد بالاجتهاد هنا مجاوزة الشريعة وتخطيهما إلى غيرها، ووضع النظم المستمدة من سواها، المأخوذة من الأفكار والعقول التي لا تمشي على الأسس الشرعية، فنعم، هذا مقفول عن كل إنسان يدين بالشريعة المحمدية، ويلتزم بأحكامها، لكمالها واستيفائها لكل ما يحتاج إليه، قال الله تعالى:{مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ}[سورة الأنعام آية: ٣٨] . وإن أريد بذلك الاجتهاد: استنباط الأحكام الشرعية، والنظم السياسية، والاقتصادية والاجتماعية، وتطبيقها على ما يقتضيه الكتاب والسنة، وأقوال السلف الصالح، فهذا خلاف الواقع.