عمل به على كبت عدوه، والاستعانة على حوائجه، وعندك من ذلك ما فيه الكفاية.
ثم إنك تعلم: أن تعرضنا لمثل ما سنبديه لك يشكل علينا، لكن اتباعا لقوله صلى الله عليه وسلم " الدين النصيحة " ١، كتبنا هذه الأحرف، فإنك تعلم: أنه لا قوام للدين إلا بالله، ثم بالجهاد في سبيل الله، ولا حفظ لوطن ورعية إلا بالله ثم بذلك، ولا نكاية لعدو إلا به واذكر قول الشاعر:
بسفك الدما يا جارتي تحقن الدما ... وبالقتل ينجو الناس من آفة القتل
والدليل قوله تعالى:{وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الأَلْبَابِ}[سورة البقرة آية: ١٧٩] وقوله تعالى: {وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ}[سورة النحل آية: ١٢٦] ولا شك أن الصبر كله خير، إذا كان وراءه مصلحة، وأما إذا كان آخره شرا فلا يجوز.
وأنت اليوم ولاك الله أمر المسلمين، وأعطاك الله قوة ما أعطاها غيرك؛ ومن أعظمها وأهمها: أن الله أعطاك رعية متمسكة بهذا الدين، باذلة نفسها في الجهاد في سبيل الله، ومفدية نفسها دونك، ودون ما ولاك الله إياه، سامعة مطيعة.
فما عذرك يا عبد العزيز عند الله؟ إذا كان المسلمون في كل زمان، تظهر عليهم نابغة شر، ثم تثبط المسلمين عن
١ مسلم: الإيمان (٥٥) , والنسائي: البيعة (٤١٩٧ ,٤١٩٨) , وأبو داود: الأدب (٤٩٤٤) , وأحمد (٤/١٠٢) .