رسول الله صلى الله عليه وسلم في صفة تهجده، وأنه كان يطيل الركوع والسجود إذا أطال القيام، فإذا خفف القيام وأوجز القراءة، صنع كذلك في الركوع والسجود.
والقيام فيه القراءة، وهي أفضل الأقوال; والركوع والسجود أفضل الهيئات والأفعال; فينبغي للمتهجد أن يعطي كل ركن حقه، ويراعي المناسبة; وأما الإخفات والجهر، فالجهر يسن للإمام، وحيث لا يتأذى بصوته نائم أو متهجد؛ وإذا كان أنشط، وأدعى للتدبر، فالأولى الجهر.
وأما أفضل ما يقوله في ركوعه وسجوده، فهو ما ثبت وصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من التسبيح: سبحان ربي العظيم، سبحان ربي الأعلى، وسبحان الملك القدوس في ركوعه، والدعاء بما ورد في محله تحصل به الفضيلة، لأن الاقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم هو الكمال.
وأما ما يقول بعد التسميع، فقد ثبت في الأحاديث ما فيه كفاية، وفي المنتقى وكتب الحديث عندكم ما فيه.
وأما التربع في صلاة القاعد: فصح الحديث: " أن صلاة القاعد على النصف من أجر صلاة القائم " ١، وما علمت أحداً قال إن المتربع كالقائم.
وعليك بطلب العلم والحرص على ذلك. والمسائل المذكورة، وجوابها فيما عندكم من كتب الحديث مقرر
١ النسائي: قيام الليل وتطوع النهار (١٦٥٩) , وابن ماجة: إقامة الصلاة والسنة فيها (١٢٢٩) , وأحمد (٢/١٦٢, ٢/١٩٢) , ومالك: النداء للصلاة (٣١٠) .