للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلى مكة، فشرع يرمي على كل بلد جملين أو ثمن ذلك خمسين دينارا، فأضر ذلك بحال المقطعين، وقطع هذا القدر من خراجهم، وخربت عدة بلاد بسبب ذلك.

*****

وفي رمضان عرض السلطان المحابيس من الرجال والنساء وأطلق منهم جماعة، وأبقى أصحاب الجرائم على حالهم.

وفي يوم السبت، سابع عشرين رمضان، عرض السلطان كسوة الكعبة الشريفة والمحمل وخلع العيد، وكان يوما مشهودا.

وفي سلخ هذا الشهر تغير خاطر السلطان على العلاء علي بن أبي الجود، ووكل به بطبقة الخازندار، ثم قبض على حاشيته وغلمانه، وختم على حواصله وبيوته، ورسم على نسائه، وأحاط به البلاء من كل جانب. وكان هذا آخر سعده وأول عكسه، فكان كما يقال:

إذا كنت في نعمة فارعها … فإن المعاصي تزيل النعم

وإذا تم أمر بدا نقصه … توقع زوالا إذا قيل تم

واستمر علي بن أبي الجود في التوكل به مدة أيام، حتى كان من أمره ما سنذكره في موضعه.

*****

وفي شوال أشيع أمر الركوب على السلطان، ووزع الناس قماشهم في الحواصل، فلما بلغ السلطان ذلك أحضر المصحف العثماني، وحلف عليه سائر الأمراء بحضرة قاضي القضاة المالكي برهان الدين الدميري، فلما حلفوا حلف هو لهم أيضا أنه لا يمسك منهم أحدا بغير ذنب، وحلف بعد ذلك المماليك الذين في الطباق طبقة بعد طبقة على المصحف العثماني، فسكن الأمر قليلا وخمدت تلك الإشاعات الفاسدة.

وفيه خلع على قانصوه اليحياوي الذي كان أتابك العساكر بغزة، وقرره في نيابة حماة عوضا عن جانم الذي كان بها.

وفي يوم الاثنين تاسع عشره خلع على علاء الدين ابن الإمام، وقرر في نظر الأوقاف مضافا لما بيده من نظارة الخاص، وكانت نظارة الأوقاف بيد علي بن أبي الجود.

<<  <  ج: ص:  >  >>