للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفيه - في يوم السبت خامس عشره - توفي الأمير خشكلدي البيسقي الظاهري خشقدم، وكان أميرا جليلا دينا خيرا من ذوي العقول، تولى من الوظائف رأس نوبة النوب، ثم بقي أمير مجلس، ثم صرف عن أمرة مجلس وبقي مقدم ألف، ومات عقيب ذلك، وقاسى في أثناء عمره شدائد ومحنا ونفي إلى الشام، وأقام بها مدة طويلة، ثم عاد إلى مصر وبقي أمير مجلس، ومات في عشر السبعين من العمر، وكان لا بأس به.

وفي يوم الثلاثاء حادي عشره توجه الأمير أزدمر الدوادار إلى نحو قناطر العشرة، وكان في زمن الربيع، فعزم على قاصد ابن عثمان هناك ومد له أسمطة حافلة، وأظهر العظمة من الفتك هناك إلى الغاية، وأقام من يوم الثلاثاء إلى يوم السبت وهو في أرغد عيش ثم عاد إلى داره.

وفيه عزم السلطان على قاصد ابن عثمان في الميدان، وأضافه وألبسه خلعة السفر.

وفيه، في يوم الأحد ثالث عشرينه، توفي الأمير شاد بك الفهلوان، أحد الأمراء العشراوات، مات فجأة، وكان لا بأس به.

*****

وفي شعبان خلع السلطان على الأمير أزدمر الدوادار، وقرره كاشف الكشاف مضافا لما بيده من الدوادارية الكبرى.

وفي يوم الجمعة ثالث عشره توفي والدي المرحوم الشهابي أحمد ابن المرحوم إياس الفحري بن جنيد، وكان أصله من مماليك الظاهر برقوق، وقرر دوادارا ثانيا في دولة الناصر فرج بن برقوق. وأما والدي فإنه عاش من العمر نحوا من أربع وثمانين سنة، وجاءته من الأولاد خمسة وعشرون ولدا ما بين ذكور وإناث، غير المسقوط، وعاش له من ذلك ثلاثة أولاد صبيان وبنت، وكان كثير العشرة للأمراء وأرباب الدولة رحمة الله عليه، وكان من مشاهير أبناء الناس.

وفيه خلع السلطان على الأمير تغري برمش، وقرره في الوزارة عوضا عن طقطباي بحكم وفاته، وقرر الأمير تغري بردي في الأستادارية عوضا عن طقطباي أيضا. وكان علي بن أبي الجود هو المشار إليه في الديوانين وتزايدت عظمته جدا.

وفيه جاءت الأخبار من مكة بأن الجازاني ابن أمير مكة تحارب مع أخيه الشريف بركات فكسره، ثم أن الجازاني جمع عربان بني إبراهيم وهجم على مكة ولعب في أهلها بالسيف، ونهب أموال التجار والسرحات التي بمكة، فكان الشخص الواحد من بني إبراهيم

<<  <  ج: ص:  >  >>