وفيه تغير خاطر السلطان على جان بردى الغزالي، كاشف الشرقية، وأمر بتوسيطه حتى شفع فيه.
وفيه عاد الطاعون الذي كان في العام الماضي، ومات فيه كثير من الناس من الغرباء ممن فر وعاد بعد رفع الطاعون. وفي هذه السنة كان الطاعون خفيفا جدا.
وفيه جاءت الأخبار بأن عسكر ابن عثمان زحفوا على بلاد السلطان، وآل الأمر إلى أن ابن عثمان أرسل يقول لنائب حلب:"اعزل ابن طرغل"، فأجابه نائب حلب إلى ذلك وعزل ابن طرغل.
*****
وفي رمضان خلع السلطان على بهاء الدين عبد الرحمن بن قدامة الدمشقي، وقرره في قضاء الحنبلية، وصرف عنها الشهاب أحمد بن الشيشيني فأقام ابن قدامة في منصب القضاء شهرا واحدا وأربعة أيام، وعزل عنها، وأعيد الشيشيني إلى القضاء ثانيا.
وفيه تغير خاطر السلطان على الشيخ سراج الدين عبد البر بن الشحنة، ورسم بنفيه إلى قوص، فشفع فيه بعض الأمراء من النفي، فرسم له بأن يلزم داره ولا يركب ولا يجتمع على أحد من الناس، وجرت عليه أمور مهولة في تلك الأيام.
وفيه اجتمع السلطان والأمراء في قاعة البحرة، وضربوا مشورة في أمر أقبردي الدوادار، فوقع الاتفاق في ذلك اليوم على أن أقبردي يستقر في نيابة طرابلس، وأن أقباي الذي كان رأس نوبة كبير يستقر في الأتابكية بدمشق، وأن تاني بك قرا يتوجه إلى القدس بطالا، فانفصل المجلس على ذلك.
وفيه تغير خاطر السلطان على جان بلاط الأبح نائب القلعة، وأمر بنفيه نحو البلاد الشامية، حتى شفع فيه بعض الأمراء من النفي.
وفيه وقع للناصري محمد ابن بنت جمال الدين الأستادار كائنة عظيمة، وهي أن شخصا تخاصم معه، فشكاه من بيت طراباي - وكان يومئذ دوادار ثانيا - فوقع من ابن بنت جمال الدين في المجلس بعض كلام في حق خصمه، فبطحه طراباي بين يديه، وضربه ضربا مبرحا حتى كاد أن يهلك.
وفيه قرر ابن قدامة في قضاء الحنابلة بدمشق، وتوجه إليها فيما بعد.
وفيه، في يوم الأربعاء عشرينه، كانت وفاة الأتابكي، أزبك بن ططخ، وقد زعموا أن ولده يحيى قد سحره حتى مات، وقبض على شخص يقال له القصديري وصبيه اتهم أنه الذي سحره حتى مات وجرى بسبب ذلك أمور يطول شرحها. وكان أزبك من أجل