وفيه قبض السلطان علي الناصري بن خاص بك، أخي خوند زوجة الأشرف قايتباي، فأقام في الترسيم مدة، وطلب منه مال له صورة، وعرض للضرب غير ما مرة، وقد آل أمره إلى أن يخرج أمير حاج بالركب الأول، وأمره بأن يقوم بما يحتاج إليه من ماله، ولا يأخذ من السلطان شيئا. ثم قبض على أخت خوند بنت خاص بك التي كانت زوجة أقبردي الدوادار، ورسم عليها وطالبها بمال له صورة، وزعم أن أقبردي أودع عندها مائة ألف دينار، وأجرى عليها ما لا خير فيه من الأنكاد والضرر.
وفيه غمز بعض التجار على قنبك أبي شامة أحد الأمراء، وكان مختفيا في مكان في رأس حارة زويلة، فكبس عليه والي الشرطة، ومعه جماعة من المماليك. فلما دخلوا عليه هاش عليهم بالسيف، فتكاثروا عليه، ومسكوه وقتلوه بالدار التي كان بها. وكان قنبك أبو شامة من الأمراء الطبلخانات، وكان من أكبر أصحاب أقبردي الدوادار، وقد فاته القتل عدة مرار، وكان غير مشكور السيرة في أفعاله.
*****
وفي رجب أنعم السلطان على أنس باي وقرره في شادية الشراب خانه، عوضا عن أزدمر بن علي باي بحكم انتقاله إلى التقدمة.
وفيه خلع السلطان علي بخشباي، وقرره في نيابة حماه وخرج إليها فيما بعد.
وفيه قرر شخص يقال له محمد الباسطي في التكلم على جهات الحسبة، وجرى من الباسطي هذا أمور يطول شرحها، وآل أمره إلى أن ضرب بالمقارع وشهر على جمل في دولة العادل طومان باي.
*****
وفي شعبان غرق محب الدين محمد بن قاضي القضاة الشافعي زين الدين زكريا، قيل أنه كان في مركب فغرق قدام المقياس، وكان غير مشكور السيرة.
وفيه جاءت الأخبار بأن الأمير طومان باي الدوادار لما توجه إلى جهة الصعيد، احتال على حميد بن عمر أمير عربان هوارة، فلما ظفر به قتله وحز رأسه وأرسلها إلى مصر، فعلقت بباب زويلة ثلاثة أيام.
وفيه، في حادي عشر، وصل خاير بك أخو قانصوه البرجي، الذي توجه قاصدا إلى ابن عثمان ملك الروم، وكان الملك الناصر أرسله قاصدا عن لسانه إلى ابن عثمان، فأكرمه وأظهر الفرح بسلطنة الملك الناصر، فلما بلغه قتلة الملك الناصر شق عليه ووبخ خاير بك بالكلام.