للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أتى نحوه موسى وفي يده العصا … فأغرقهم في اليم بعضا على بعض

فطرب الملك الأشرف موسى لذلك فشق على أخيه الملك الكامل محمد هذا المعنى، وأسرها في نفسه، ثم أنه أرسل خلف الراجح الحلى الشاعر وأمره بأن يجيب عن ذلك المعنى بشيء - والراجح الحلى هذا أقدم من الصفى الحلى - وقد قال ابن نباتة في معنى ذلك هذين البيتين:

يا سائلي عن رتبة الحلى في … نظم القريض رواضيا بي أحكم

للشعر حليان ذلك راجح … ذهب الزمان به، وهذا قيم

ثم ان الراجح الحلى نظم هذين البيتين ودفعهما إلى الملك الكامل، فأمر الملك الكامل بإحضار جارية تضرب بالعود، فحضرت في اليوم الثاني وأخذت العود وغنت عليه بهذه الأبيات:

أيا أهل دين الكفر قوموا لتنظروا … لما قد جرى في عصرنا وتجددا

الا أن موسى قد أتانا وقومه … وعيسى جميعا ينصرون محمدا

فلما سمع الملك ذلك طرب له، وأمر لكل جارية بخمسمائة دينار، وأجاز الراجح الحلى بجائزة سنية.

ثم ان الملك الكامل دخل إلى القاهرة في موكب عظيم ومعه أخواه الملك الأشرف موسى والملك المعظم عيسى، فأقاموا في القاهرة مدة يسيرة وتوجها إلى بلادهما.

ثم ان الملك الكامل أخذ في أسباب بناء مدرسته الكاملية التي بين القصرين، وكانت تسمى دار الحديث، قيل لما ان حفروا أساس هذه المدرسة وجدوا هناك صنما كبيرا من ذهب، فأمر الملك الكامل بأن يسبك ذلك الصنم وينفق على بناء هذه المدرسة، فبنيت من وجه حل.

وهو الذي أنشأ هذه القبة العظيمة على ضريح الامام الشافعي ، وبنى المجراة من بركة الحبش إلى تربة الإمام الشافعي تجري بالماء في أيام النيل وهي باقية إلى الآن. وبنى الحوض على الطريق السالكة عند تربة الإمام الشافي . ولما ماتت أم الكامل دفنت عند الإمام الشافعي داخل القبة.

<<  <  ج: ص:  >  >>