للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قانصوه خال السلطان، والتفوا عليه بغضا في أقبردي الدوادار. وقد تلاشى أمره لما عاد في هذه المرة وصار مهددا بالقتل في كل ليلة، ولم تنفذ له كلمة، كما يقال:

ما الناس إلا مع الدنيا وصاحبها … فحينما انقلبت يوما به انقلبوا

يعظمون أخا الدنيا فإن وثبت … يوما عليه بما لا يشتهي وثبوا

فكان زوال أقبردي عن قريب.

*****

وفي شعبان أنعم السلطان بأمرية عشرة على قراكز البهلوان، وهي أمرية قايتباي الشرفي الذي قتل بغزة.

وفيه حضر إلى الأبواب الشريفة برد بك الطويل نائب صفد، فلم يأذن له السلطان بالاجتماع به، ومنع من الطلوع إلى القلعة عند حضوره، وقاسى من أقبردي الدوادار غاية البهدلة.

وفيه أمر السلطان بأن تقطع الحيات التي تصنع في البيمارستان بحضرته حتى يتفرج عليها … فأحضروها بين يديه بقاعة البحرة، فقطعت بحضرته وهو ينظر إليها وخلع على رئيس الطب شمس الدين القوصوني وولده والحاوي الذي أحضر الحيات وآخرين منهم.

وفيه أنعم السلطان على طومان باي الخاصكي بالخازندارية وأمرية عشرة، وكان قد قدم من البلاد الشامية. وطومان باي هذا هو الذي تسلطن فيما بعد، وتلقب بالملك العادل، وكان بين أمرية العشرة وسلطنته دون الأربع سنين.

وفيه هجم المنسر على سوق أمير الجيوش، وأخذوا منه أشياء كثيرة من عدة دكاكين، وقتلوا الخفير، وراحت على أصحابها.

وفيه خلع السلطان على جانم المصبغة، وقرره في حجوبية الحجاب عوضا عن أينال الخسيف.

وفيه رسم السلطان بشنق عبد القادر صبي القصديري.

وفيه جاءت الأخبار من دمشق بقتل شمس الدين بن بدر الدين حسن بن المزلق الدمشقي، مات مذبوحا بدمشق، وهو في داره، وكان متولي قضاء الشافعية بدمشق.

وفيه جاءت الأخبار بوفاة رستم صاحب العراقين وديار بكر، وكان لا بأس به.

<<  <  ج: ص:  >  >>