للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفيه خلع السلطان على جوهر المعيني، وقرره في الزمامية، عوضا عن فيروز الرومي، بحكم قتله كما تقدم. وقرر عبد اللطيف الرومي في الخازندارية الكبرى، عوضا عن فيروز أيضا.

وفيه أنعم السلطان على قاني باي الرماح بتقدمة ألف، وكان أمير عشرة، وولي نيابة صهيون قبل ذلك.

وفيه خلع السلطان على أبي يزيد الصغير، وقرره في باشية مكة المشرفة، وكان ذلك باختياره خوفا على نفسه من القتل والفتن.

وفيه من الحوادث أن مماليك الأتابكي تمراز قتلوا شخصا من خواصه يقال له: محمد البارنبالي، وكان من وسائط السوء عند تمراز. وتعصب لهم بعض مماليك السلطان، فلم يطلع من يد الأتابكي تمراز في حقهم شيء، وراح القتل في كيس محمد البارنبالي.

وفيه ابتدأ الملك الناصر في الطيش ومخالطة الأوباش والأطراف، وحملت إليه مركب صعيرة فجعلها في البحرة، ووضع بها حلواء وفاكهة وجبنا مقليا، وصار ينزل في المركب بنفسه، ويبيع كما يصنع البياعون في المتفرجات … وكان كل ذلك خفة لصغر سنه. ثم أنه عرض المحابيس فأطلق منهم جماعة، وأمر بإتلاف سبعة أنفار من المفسدين كانوا معهم في السجن، ثم أدخلوهم إلى الحوش الذي قدام باب قاعة البحرة، فوسطهم بيده وعلمه المشاعلي كيف يوسط، ثم قطع أيديهم وآذانهم وألسنتهم بيده، والمشاعلي يعلمه كيف يصنع. وهذا كله من أقبح الفعال التي لا تليق بالملوك، ولكن قصد أن يمشي على طريقة الملك الناصر فرج بن برقوق، وهي أنحس طريقة.

وفي يوم الأحد رابع عشر رجب، كان دخول أقبردي الدوادار إلى القاهرة، فزينت له ودخل في موكب حافل، وطلب طلبا عظيما، وكان له يوم مشهود. ودخل معه من الأمراء أقباي نائب غزة، وأينال باي نائب طرابلس، وشيخ العرب إبراهيم بن نبيعة، وجماعة من الأمراء والخاصكية ممن كان من عصبته وفر معه، منهم: برد بك المحمدي الخازندار الأينالي، ودولات باي، ومغلباي عسل نحل، وجانم الأجرود، فهؤلاء من الأينالية. وأما من كان من القايتباهية فهم: أسنباي الأصم، وبرسباي السلحدار، وجاني بك الصغير، وآخرون. وأحضر صحبته جماعة ممن كان فر مع قانصوه خمسمائة من الخاصكية والمماليك السلطانية ممن أسر منهم، وهم في جنازير حديد، فقصد أقبردي أن يدخل بهم قدامه وهم في جنازير، وكانوا نحو مائتي إنسان، فتعصب لهم خشداشينهم وقالوا: "متى فعل ذلك قتلناه" فرجع عن ذلك. وكان أحضر معه رأس قانصوه الألفي، وكسباي الزيني، ويشبك قمر، الذين قتلوا في الخطارة. وقصد أن يشهرهم على الرماح قدامه لما يدخل إلى

<<  <  ج: ص:  >  >>