للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

البلاد الشامية باسم الملك الناصر. فكيف يغير لقبه بالملك الأشرف؟ " فقال المماليك: "لا بد من ذلك" وصمموا على قولهم. فعند ذلك غير لقبه، ونودي في القاهرة بأن السلطان تغير لقبه وتلقب بالملك الأشرف … فتعجب الناس من ذلك، وصار الخطباء منهم من يخطب باسم الملك الناصر، ومنهم من يخطب باسم الملك الأشرف. وكان سبب تغير لقب السلطان أنه أخرج خرجا من المماليك، فصاروا يسمون الناصرية، ومماليك أبيه يسمون الأشرفية، فصارت المماليك الناصرية أرجح كفة من المماليك الأشرفية، فلما أطاقوا ذلك، وقالوا: "لقبوا السلطان بالأشرف، ونصير كلنا أشرفية". فما زالوا على ذلك حتى فعلوه.

وتقرب هذه الواقعة مما اتفق للملك الصالح أمير حاج ابن الأشرف شعبان بن حسين بن محمد بن قلاون الألفي، أنه تسلطن أولا وتلقب بالملك الصالح، إلى أن خلعه الظاهر برقوق من السلطنة وتسلطن عوضه. فلما أعيد إلى السلطنة ثانيا، وخلع برقوق من السلطنة في فتنة يلبغا الناصري ومنطاش، غيروا لقبه بعد مضي ثمانية أشهر، ولقبوه بالملك المنصور. وقد تقدم سبب ذلك.

وفيه كثر الاضطراب بالديار المصرية، وامتنع الأمراء من طلوع الخدمة، وكثر بين الناس القال والقيل بأن المماليك يقصدون الهجوم على السلطان ويقتلونه … فرسم السلطان بسد باب السلسلة، وباب الميدان، وباب الحوش الذي يلي العرب، فسدوها بالحجر واستمروا على ذلك مدة طويلة. فكان الناس يطلعون إلى القلعة من باب المدرج فقط، ويطلعون إلى باب السلسلة من الباب الذي عند الصورة تحت الطبلخانات

*****

وفي رجب خلع السلطان على ابن سيف وقرره في أمرية آل فضل عوضا عن أبيه.

وفيه رسم السلطان بنفي أزبك قشق الظاهري جقمق.

وفيه أنعم السلطان بتقادم ألوف على برد بك نائب جدة، ومصرباي وقرقماش التنمي ..

ولكن لم يتم له ذلك فيما بعد، وقرر في نيابة غزة عوضا عن أقباي كما سيأتي الكلام عليه.

وفيه أنعم السلطان أيضا على قاني بك نائب الإسكندرية، وصار من جملة المقدمين، وقرر مغلباي البجمقدار في الخازندارية الكبرى.

وفيه هجم المنسر على سوق باب اللوق، وأخذوا أموال التجار، وفتحوا عدة من الدكاكين، وفعلوا مثل ذلك بسوق تحت الربع، وكسروا منه عدة دكاكين، وأخذوا ما فيها.

<<  <  ج: ص:  >  >>