للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كان ترشح أمر قطب الدين الخضيري بأن يلي كتابة السر. ثم أن ابن مزهر أورد للسلطان مالا له صورة حتى رضي عليه. فلما طلع إلى القلعة خلع عليه السلطان، وأعاد وظيفته، ونزل من القلعة في موكب حافل، وتخلق جماعته بالزعفران، وزينت له حارته وهنأه الأديب أبو الخير ابن النحاس بقوله فيه:

مقام ابن مزهر فوق السها … وقد زاد ربي إجلاله

وظيفته الدهر تسمو به … ولم تك تصلح إلا له

وقال آخر:

يا كاتب الأسرار يا من فضله … قد جمل الدنيا وزان المنصبا

هذه وظيفتك التي فارقتها … عادت إليك فمرحبا بك مرحبا

وفيه حضر برقوق الساقي الإينالي، أحد الأمراء العشراوات، وكان ممن أسر عند بابندر، وحضر صحبته أياس مملوك الأتابكي أزبك، وأخبر بأن النواب والأمراء الذين كانوا في الأسر عند بابندر قد أطلقوا أجمعين، وقد خلع عليهم يعقوب بن حسن الطويل. ثم أخبر أياس المذكور أن الجمجمة بن عثمان، قد خرج من غزة وهو قاصد للديار المصرية. فلما أخبر السلطان بذلك أخذ في أسباب ملاقاة الجام.

وفيه توفيت خوند بنت الملك المنصور، وهي زوجة تمراز التمشي، رأس نوبة النوب.

وكانت شابة جميلة ماتت نفساء بعد أن وضعت.

وفيه قرر عماد الدين اسماعيل الناصري الحنفي الدمشقين في قضاء الحنفية بدمشق، عوضا عن ابن القصيف بحكم انفصاله عنها.

وفي شعبان خرج الصاحب خشقدم الزمام إلى ملاقاة الجام بن عثمان، ومد له أسمطة حافلة ببلبيس والخانكاه، ثم لاقته الأمراء المقدمون، والعسكر ورءوس النوب والحجاب من المرج والزيات، فسار في موكب حافل حتى طلع إلى القلعة من بين الترب. فأقام له السلطان الموكب بالحوش فلما مثل بين يدي السلطان وهو جالس على الدكة، تحرك ولم يقم له، فعد ذلك ناقصة من الأشرف قايتباي. ثم خلع على الجام كاملية بسمور حافلة،

<<  <  ج: ص:  >  >>