للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عثمان، حتى أطلق عليه أنه وزير الوزراء. واستمر في موكب حافل حتى شق من الرميلة، ودخل إلى الميدان، ثم صعد إلى القلعة. وفيه يقول الناصري محمد بن قانصوه بن صادق:

لا تحزني مصر على … موت الأمير خير بك

بل افرحي بمصطفى … ستنظريه خير بك

فلما قدم النائب مصطفى باشا إلى مصر، أشيع أن الأخبار وردت على السلطان سليمان بوفاة ملك الأمراء خاير بك وهو على رودس في يوم الخميس ثالث ذي الحجة.

فلما تيقن موته خلع على وزيره الأعظم مصطفى باشا وقرره في نيابة مصر عوضا عن خاير بك بحكم وفاته، فاستقر في النيابة يوم السبت خامس ذي الحجة سنة ثمان وعشرين وتسعمائة، وكانت ولايته في الخامس وهو يوم نحس مستمر.

وكان السلطان علي ردوس، فكانت مدة ولايته من حين ولي برودس، إلى أن دخل إلى ثغر الإسكندرية، تسعة عشر يوما، وكانت مدة سفره في البحر أربعة أيام، ودخل إلى شاطيء بولاق يوم الأربعاء ثالث عشري ذي الحجة، فتكون مدة ولايته من حين ولي برودس إلى أن دخل إلى الديار المصرية ثلاثة وعشرين يوما.

فلما طلع النائب مصطفى باشا إلى القلعة يوم الأربعاء مد له الأمير سنان هناك مدة حافلة بالقلعة، ثم مد له بساط الأنس وسلمه مفاتيح بيت المال، ودفع له خاتم الملك الذي كان السلطان سليم شاه أعطاه الملك الأمراء.

ثم تحول الأمير سنان، ونزل إلى منزله بدرب ابن البابا، فكانت مدة نيابته بالقاهرة إلى أن حضر مصطفى باشا ثمانية وثلاثين يوما، كأنها أضغاث أحلام.

وفي يوم الخميس رابع عشريه، نزل النائب مصطفى باشا إلى الميدان، وحضر الأمير سنان، والأمير خضر، والأمير خير الدين نائب القلعة، وحضرت الأغوات المتعلقة بالإنكشارية، وقرئ عليهم مرسوم السلطان الذي حضر على يد مصطفى باشا، فكانت براعة استهلال ذلك المرسوم: "الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا قيما". ثم نعت النائب مصطفى باشا بنعوت عظيمة، بأنه وزير الوزراء، وأمير الأمراء، وما أشبه ذلك من النعوت الحسنة.

<<  <  ج: ص:  >  >>