الوزراء، يضبطون ما يتحصل في كل يوم، وجعل مثل ذلك على المكاسة الذين في بولاق ومصر العتيقة، وغير ذلك من القباض.
وفي يوم الخميس ثامن عشره، سافر الأمير أينال السيفي طراباي الذي ولي كشف الشرقية إلى محل ولايته بها.
وفي يوم الجمعة تاسع عشره، حضر شخص من مماليك الأمير قايتباي الدوادار في بعض أشغال أستاذه وعلى يده كتب، فكان من مضمونها أن السلطان سليمان نازل على رودس، وأنه بباب رودس يحاصرها أشد المحاصرة، وقد قتل من العسكر العثماني ما لا يحصى من البندق الرصاص ومن المدافع التي عمالة نازلة في كل يوم من قلعة رودس، وكلما هدم من سورها شيئا تبنيه الفرنج تحت الليل بالحجر الفص، وقد أعياهم أمر الفرنج وقوة بأسهم، وقد كتم موت من مات من الأمراء الجراكسة والمماليك.
وفي يوم السبت عشريه، رسم الأمير سنان لمماليك ملك الأمراء خاير بك أن ينزلوا من الطباق التي بالقلعة، فشق ذلك عليهم، فلما نزلوا من الطباق طلع إليها جماعة من الأصباهية ممن هم من جماعة الأمير سنان، والانكشارية من عصبة خير الدين نائب القلعة.
ثم أشيع أنه وقع بين الأمير سنان والأمير خضر العثماني تشاجر بسبب النيابة، فوقع الاتفاق على ما يرد من جواب السلطان على ذلك.
وفيه أشيع أن الأمير اينال السيفي، الذي استقر كاشف الشرقية، تحول عنها إلى كشف الغربية، وأعيد الأمير جان بك إلى كشف الشرقية كما كان أولا.
*****
واستهل شهر ذي الحجة بيوم الثلاثاء، فكان المتحدث على الديار المصرية يومئذ الأمير سنان بك العثماني، نائبا على مصر عوضا عن خاير بك بحكم وفاته، وكان قضاة القضاة منفصلين عن القضاء كما تقدم، فلم يطلع إلى التهنئة بالشهر أحد.
وفي يوم السبت خامسه، توفي الشيخ أمين الدين بن النجار خطيب جامع العمري، وكان دينا خيرا من أهل العلم والدين، من أعيان الشافعية.
وفي عقيب موته توفي القاضي جلال الدين بن محمد بن بدر الدين بن محمد بن كميل أحد نواب الشافعية، وكان عالما فاضلا، وله نظم جيد، وكان من أعيان الشافعية.