عليه وتسلم عليه، فجاد على الناس، وأفرج عن جماعة كثيرة من المباشرين كانوا في السجن، وتصدق بمال له صورة على الفقارء والمساكين، وفعل أشياء كثيرة من أنواع البر والصدقات، وكانت تلك الأيام خيار دولته.
وغالب هؤلاء الملوك ما يعرفون الله إلا وهم تحت الحمل، إذا جرت عليهم مصيبة يجودون في حق الناس، ويفعلون الخير.
وفي يوم السبت ثالث عشره، أشيع أن ملك الأمراء قد نزل به النزع، وأنه أرسل خلف الأمير سنان بك العثماني، فلما طلع إليه وجده في حال التلف، فدفع إليه خاتم الملك الذي كان السلطان سليم شاه أعطاه له.
ثم أنه قال على قدر الأموال التي في الخزائن، وقال الأموال ستمائة ألف دينار ذهب عين، هذا خارج عما كا في بيت المال من المال، وخلف من الخيول والجمال والبغال والحمير ما لا ينحصر، ومن الغلال والأغنام والأبقار أشياء كثيرة. ومع وجود هذه الأموال التي تركها كان يكسر جوامك المماليك الجراكسة ستة أشهر لم يعطهم شيئا، ويشتكي أن بيت المال مشحوت من المال.
وكان أصل ملك الأمراء من مماليك الأشرف قايتباي، وهو جركسي الجنس أباظا، وكان أبوه اسمه بلباي الجركسي، ولهذا كان يدعى خاير بك بلباي، وينسب إلى الأشرف قايتباي.
ومات أيضا أخوه خضر بك، وأما أخوه جان بلاط فإنه بقي مقدم ألف ومات في دولة الملك الناصر محمد بن قايتباي، مات بالطاعون. وأما أخوه قانصوه فإنه كان يعرف بقانصوه لمحمدي، فارتقى حتى تولى نيابة الشام، ومات في دولة الأشرف الغوري.
وأما خاير بك فإنه أقام بالطبقة وصار من جملة المماليك السلطانية، فأخرج له السلطان خيلا وقماشا وصار من جملة المماليك الجمدارية، ثم بقي خاصكيا دوادار سكين، ثم بقي أمير عشرة في سنة إحدى وتسعمائة في دولة الملك الناصر محمد بن الأشرف قايتباي، ثم بقي أمير طلبخانات في دولته أيضا، وأرسله قاصدا إلى الخنكار أبي يزيد بن عثمان ملك الروم في سنة ثلاث وتسعمائة، ثم بقي مقدم ألف في دولة الأشرف جان بلاط، وخرج صحبة العسكر إلى الشام. فلما حضر العادل إلى مصر أرسل بالإفراج عنه، فلما حضر أنعم عليه بتقدمة ألف كما كان. فلما تسلطن الأشرف الغوري، جعله حاجب الحجاب، واستمر على ذلك حتى توفي أخوه قانصوه المحمدي نائب الشام، فنقل السلطان الأمير برسباي من نيابة حلب إلى الشام عوضا عن قانصوه برج، وخلع على الأمير خاير بك وقرره في نيابة حلب عوضا عن برسباي، وذلك في سنة عشر وتسعمائة، واستمر على