وفيه جاءت الأخبار بأن ابن سوار قد قتل، وسبب ذلك أنه قد بلغ السلطان سليمان بن عثمان أن ابن سوار قد إلتف على شاه إسماعيل الصفوي وصار يكاتبه في الدس فندب إليه الأمير فرحات الذي كان توجه إلى جان بردي الغزالي نائب الشام، فتوجه إلى ابن سوار وأظهر أنه يقصد التوجه إلى ديار بكر بسبب عسكر الصوفي، فأضافه ابن سوار وركن إليه، فلما جلس معه على مجلس الشراب في نفر قليل من أصحابه، وثب على ابن سوار جماعة من العثمانية من حاشية الأمير فرحات، فقتلوا ابن سوار وهو على سفرة الشراب على حين غفلة، ولم يشعر به أحد من عسكره.
ولما أشيع قتله اضطربت أحوال السوارية بقتله. وقيل: إن فرحات قتل بعد ذلك ثلاثة من أولاد ابن سوار، وقتل جماعة من أمرائه، ثم مضى عنهم، وقد تمت حيلته على ابن سوار حتى قتله.
ومن الحوادث أنه حضر إلى القاهرة شخص قيل: أن أصله من الشرق، وقيل: كان بمكة، وأقام بها مدة، فلما حضر ادعى أنه المهدي، فلما طلع إلى ملك الأمراء وقال له: أنا المهدي، وكان حاضرا في ذلك المجلس القاضي شهاب الدين أحمد بن شيرين، فسأله عن مسائل في العلم فلم يجبه بشيء. وكانت صفته أنه شيخ طاعن في السن، قصير القامة جدا، ولم يكن فيه من علامات المهدي شيء، فلما أغلظ على ملك الأمراء في الكلام، رسم بالقبض عليه، وأن يتوجهوا به إلى المارستان، ويضعوه في الحديد، ويسجنوه عند المجانين، فقبضوا عليه وتوجهوا به إلى نحو المارستان، فكشفوا عن رأسه، ووضعوه في الحديد، فلما بلغ الشيخ إبراهيم الذي في الجامع المؤيدي، والشيخ حسن العثماني، طلعا إلى ملك الأمراء وشفعا فيه، فرسم ملك الأمراء بإطلاقه من المارستان. فأتى إليه الشيخ حسن العثماني وحمله على أكتافه وأخرجه من المارستان، وكان هذا الرجل معظما عند العثمانية، وفي خدمته جماعة كثيرة من الأعجام نحو خمسين إنسانا، فلما خرج من المارستان ازدحم عليه الناس ليروا المهدي، وكان ذلك اليوم مشهودا بسبب الفرجة عليه لما شق من القاهرة فاستمر على أكتاف الشيخ حسن حتى توجه به إلى المدرسة المؤيدية، ثم بدا لملك الأمراء أن يرسل المهدي إلى بيت الوالي، فقبضوا عليه وتوجهوا به إلى بيت الوالي، فاستمر به مدة ثم شفع فيه.
وفي يوم الأربعاء حادي عشريه، قبض ملك الأمراء على يوسف بن أبي الفرج بن الجاكية، وسلمة إلى القاضي بركات بن موسى ليقيم حسابه مما دخل عليه من المال بسبب الرزق، ولما نزل إلى بيت المحتسب هم أن يعريه ويضربه بالمقارع، وقال له: أقم