للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقلت أنا:

رأيتك لا ترى إلا بعين … وعينك لا ترى إلا قليلا

فإن تك قد أصبت بفرد عين … فخذ من عينك الأخرى كفيلا

وقد أيقنت أنك عن قريب … إذن بالكف تلتمس السبيلا

وفي يوم الجمعة عاشر الشهر قدم الأمير شيخ الذي كان توجه إلى إسطنبول في بعض أشغال مالك الأمراء، فلما حضر أخبر بأن السلطان سليمان جهر عدة مراكب مشحونة بالسلاح والمقاتلين، وجهز عساكر كبيرة بسبب غزاة رودس، وخرج بنفسه، وذلك في خامس عشر رجب على ما أشيع بين الناس، وأرسل على يده مراسيم شريفة، تتضمن أن السلطان سليمان قد فوض أمر مملكة مصر إلى ملك الأمراء خاير بك، يعزل من يختار، ويولي من يختار، والمرجع في ذلك إليه، فيما يراه من المصلحة.

وفي يوم السبت حادي عشرة، نودي في القاهرة بأن الأمير والي الجلبي العثماني الذي حضر من أسطنبول، قد استقر ناظرا على سائر الأوقاف قاطبة، فلا يعصى عليه أحد من الناس. فتجددت مظلمة أخرى.

وفي يوم الثلاثاء رابع عشرة كانت ليلة النصف من شعبان، فنزل ملك الأمراء من القلعة، وتوجه إلى المقياس، وأقرأ هناك ختمة، ومد هناك مدة حافلة، ورسم بقراءة عدة ختمات في تلك الليلة: في الجامع الأزهر، ومقام الإمام الشافعي، والإمام الليث ، وغير ذلك في أماكن متفرقة.

وفي يوم الخميس سادس عشرة، خلع ملك الأمراء على القاضي بركات بن موسى المحتسب قفطانا محملا مذهبا، وقرره في التحدث على جهات الشرقية قاطبة، من المطرية إلى دمياط، وقمد التزم في كل سنة بأربعمائة ألف دينار يقوم بذلك على ثلاثة أقساط، فنزل من القلعة في موكب حافل، ومشاعلية قدامه، تنادي أن القاضي بركات بن موسى ناظر الذخيرة الشريفة، متحدث على الشرقية قاطبة، فلا يحتمى عليه أحد من الناس، ولا يشتكي أحد من المشرقية إلا من بابه، فتزايدت عظمة القاضي بركات بن موسى إلى الغاية.

وفي يوم الأحد سادس عشرية، خرج قاضي العسكر بقصد التوجه إلى مكة المشرفة من البحر المالح، فلما خرج نزل ملك الأمراء وركب صحبته، وكذلك خير الدين نائب القلعة،

<<  <  ج: ص:  >  >>