للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الذهبي السليم شاهي والغوري يصرف من الفضة الجديدة بخمسة عشر نصفا، وإن الفلوس الجدد كل أربع جدد بدرهم.

ثم إن المحتسب سعر سائر البضائع على ما كانت عليه في أيام يشبك الجمالي المحتسب. فلما نودي بذلك ارتجت القاهرة بسبب أمر المعاملة في الذهب والفضة، وحصل للناس غاية الضرر، وخسروا أموالهم، ولا سيما التجار، فغلقت أسواق البلد والدكاكين قاطبة، وتعطل الناس من البيع والشراء لأجل إبطال المعاملة، وصرف النصف الفضة بنصفين وربع.

وفي يوم الأحد عشرية، نودي في القاهرة: "كل شيء على حكمه كما كان أولا في صرف الذهب والفضة والفلوس الجدد كل اثنين بدرهم على ما كانت عليه أولا" فسكن الاضطراب قليلا.

وفي يوم الأربعاء ثالث عشرية، نزل ملك الأمراء وتوجه نحو قصر ابن العيني الذي في المنشية، وكشف على المراكب التي أنشأها هناك، واستعجل الصناع في سرعة العمل.

وفي يوم الجمعة خامس عشرية، طلع ابن أبي الرداد ببشارة النيل وأخذ القاعدة، فجاءت سبعة أذرع وعشر أصابع، وذلك أرجح من العام الماضي.

وفي أواخر هذا الشهر، قدم قاصد من البحر من عند السلطان سليمان ابن عثمان، وعلى يده مرسوم شريف، فكان من مضمونه أنه أرسل إلى ملك الأمراء خاير بك يطلب منه عسكرا من الأمراء الجراكسة، فعين الأمير قايتباي الرمضاني الدوادار الكبير بأن يكون باشا العسكر، ثم رسم له بأن يطلب الأمراء الجراكسة إلى بيته، ويعين منهم من يختاره، فعرضهم عنده، وكتب منهم جماعة نحو ثلاثة وأربعين أميرا، منهم أمراء طبلخانات، وأمراء عشراوات، بسبب غزاة رودس، وأن السلطان سليمان قد جهز إلى أهل رودس ستمائة مركب، وشحنها بالسلاح والمقاتلين، وخرج إلى الغزاة الرومية في البحر المالح.

وفي يوم السبت سادس عشرية، نزل ملك الأمراء إلى الميدان، وجلس فيه، وعرض جماعة من الكملية وكتب منهم أربعمائة إنسان، وعرض طائفة الإنكشارية وكتب منهم نحو مائة إنسان.

وفي يوم الأحد سابع عشرية، نزل ملك الأمراء إلى الميدان وجلس به، وعرض المماليك الجراكسة وكتب منهم نحو خمسمائة مملوك، وقيل: ثمانمائة وكان الأمير قايتباي الدوادار باش العسكر هو الذي يعين ويكتب منهم من يختاره. فلما تكامل عرض المماليك الجراكسة ولإصباهية والإنكشارية والكملية كان مجموع ذلك ألفا وخمسمائة إنسان.

<<  <  ج: ص:  >  >>