ثم في عقيب ذلك اشتكت الأمير جاني بك أخا الأمير قايتباي الدوادار زوجته عند القاضي الصالح، فطلبه في المدرسة الصالحية، ووضعه في الترسيم حتى أرضى زوجته عنه القاضي صالح، فطلبه في المدرسة الصالحية، ووضعه في الترسيم حتى أرضى زوجته فيما ادعته، ولم يلتفت إلى أخيه الأمير قايتباي الدوادار.
وفي يوم الخميس سابع عشرة، نودي في القاهرة عن لسان ملك الأمراء وقاضي العسكر، بأن لا امرأة تخرج إلى الأسواق إلا العجائز، وكل من خالف بعد ذلك من النساء تضرب، وتربط من شعرها بذنب اكديش، ويطاف بها في القاهرة، فحصل للناس بسبب ذلك غاية الضرر.
ثم بعد ذلك بأيام، اتفق أن قاضي العسكر طلع إلى القلعة، فوجد نسوة يتحدثن مع جماعة من الإصباهية في وسط السوق، فعز ذلك عليه، فلما طلع إلى القلعة قال لملك الأمراء إن نساء مصر أفسدت عسكر الخنكار، ولا بقوا ينفعون لقتال قط. وقص عليه قصة النسوة مع الإصباهية، فتغير خاطر ملك الأمراء على النساء قاطبة، ورسم للوالي بأن لا امرأة تخرج من بيتها مطلقا، ولا تركب على حمار مكاري مطلقا، وكل مكاري أركب امرأة شنق من يومه من غير معاودة في ذلك.
ثم في عقيب ذلك اليوم رأوا امرأة راكبة مع مكاري في طريق الصحراء، فأنزلوها عن الحمار، وهرب الحمار، فضربوها وقطعوا أزارها، فما خلصت إلا بعد جهد كبير، وغرمت نحو أشرفيين.
فلما استمر ذلك الأمر باعت المكارية حميرها قاطبة، واشتروا عوضها أكاديش، وشدوها بنصف رحل، وصارت انساء يركبن عليها بسجادة، والمكاري قائد لجام الأكديش. واستمروا على ذلك، وبطل أمر الحمير المكارية من القاهرة.
وركبت الخوندات والستات على الأكاديش على طريقة أهل إسطنبول، وفيهم من ركب على بغل. ويقرب من هذه الواقعة ما وقع في أيام الأشرف برسباي، أنه منع النساء من الخروج إلى الأسواق مطلقا. وكان الطعن بمصر عمالا، وكانت الغاسلة إذا خرجت إلى ميتة لتغسلها، تأخذ من المحتسب ورقة وتغرزها في أزارها حتى يعلم أنها غاسلة، فاستمروا على ذلك مدة يسيرة. ثم في عقيب ذلك مرض الأشرف برسباي، ومات بعد ذلك، وأعيد كل شيء على ما كان عليه.
وفيه نزل القاضي بركات بن موسى المحتسب من القلعة بعد العصر، ونادى بأن الأشرفي الذهبي السليماني يصرف من الفضة الجديدة بخمسة وعشرين نصفا، والأشري