للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي يوم السبت سلخ هذا الشهر طلع الأمير سنان بك إلى القلعة، وحضر الأمراء العثمانية، ثم إن الأمير سنان أحضر مرسوم السلطان سليمان الذي حضر على يده، فلما قرئ عليهم، كان من مضمونه الوصية بالرعية، والنظر في أحوال الناس في أمر المعاملة، وأرسل يقول لملك الأمراء أنه لا يمكن أحدا من الإنكشارية من النزول إلى المدينة حتى لا يشتكي أحد من الناس منهم، وإن ملك الأمراء لا يصرف لهم في كل يوم أكثر من درهمين فضة، كما كانوا فيب إسطنبول، وأرسل يقول له أشياء كثيرة من تعلقات المملكة.

*****

وفي شهر جمادى الآخرة - وكان مستهله يوم الأحد - طلع القضاة الأربعة وهنئوا ملك الأمراء بالشهر تم عادوا إلى منازلهم وقيل لما طلع القضاة إلى القلعة للتهنئة نزل ملك الأمراء لزيارة الإمام الشافعي والإمام الليث فأبطأ عليهم حتى أضحى النهار وهم جلوس بجامع القلعة، فلما عاد جلس بالدهيشة وأرسل خلفهم فهنئوه بالشهر ونزلوا.

وفي ذلك اليوم حضر الشريف البرديني من إسطنبول، وعلى يده مرسوم من عند السلطان سليمان متوج بعلامته، بأنه استقر به ناظر المدرسة الشيحونية وشيحها، وكذلك مشيحة مدرسة الأمير قاني باي الجركسي التي في الرميلة، والنظر على جهات السادة الأشراف فاطبة، فلم يلتفت إلى ما في مراسيمه، وعز ذلك عليه، فإنه أخذ عدة أنظار، ونزع آيدي المتحدثين عليها.

ومما وقع في ذلك اليوم أن شخصا وقف إلى ملك الأمراء بقصة واشتكى فيها المقر الشهابي أحمد بن الجيعان شكوى بالغة، وكان ملك الأمراء متغيظا عليه، فلما شكاه ذلك الرجل قبض عليه ملك الأمراء وسحنه في محزن عند نواب الحوش، ورسم أن لا يدخل عليه أحد من جماعته، ولا نفرش تحته شيء ولا حصير ثم قبض على دواداره محمد وضربه بين يديه وسحنه بالعرقانة داخل الحوش، وقرر عليه ألف دينار نوردها على الجامكية.

وفي يوم السبت سابعة، دخل العسكر الذين أرسلهم السلطان سليمان إلى مصر يقيمون بها، والذي كانوا بها يتوجهون إلى إسطنبول، فلما وصل العسكر إلى الريدانية، نزل ملك الأمراء إلى تربة العادلي، ولاقي العسكر الذين حضروا من إسطنبول، وكان باشهم يسمى الأمير خضر، وكان ذلك العسكر كله من الإصباهية، قيل: إنهم فوق ألف إنسان، فدخل ملك الأمراء من باب النصر وشق من القاهرة في موكب حافل، فلما دخلت الإصباهية إلى

<<  <  ج: ص:  >  >>