للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي يوم السبت ثاني عشرية، قدم أمير من أمراء السلطان سليمان، وقد طلع من البحر من ثغر الإسكندرية، فلما بلغ ملك الأمراء قدومه رسم للأمير جان الحمزاوي والأمير قايتباي الدوادار أن يخرجا إلى ملاقاته، فخرجا إلى وردان ولاقوه من هناك، ومداوا له هناك مدة حافلة، وصارت الكشاف ومشايخ العربان تمد له المدات بطول الطريق، فلما وصل إلى بولاق نزل إليه ملك الأمراء ولاقاه من هناك.

فلما كان يوم الأربعاء سادس عشرية، دخل الأمير سنان بك الذي أرسله السلطان سليمان إلى مصر ليقيم بها عوضا عن الأمير نصوح، ويسافر الأمير نصوح إلى إسطنبول. قيل أن الأمير سنان هذا كان عند السلطان سليم شاه بن عثمان من المقربين، وكان عنده بوابا لما دخل إلى مصر، وكان موكلا بحفظه ليلا ونهارا، فلما رجع السلطان سليم إلى إسطنبول جعله نائبا على بلد يقال لها إنطاكية، فلما تسلطن ولده سليمان أرسله إلى مصر ليكون أمينا على ملك الأمراء. فلما توجه إليه ملك الأمراء أركبه فرسا بسرج ذهب، وعرقبة زركش، وألبسه قفطانا مذهبا، فركب من بولاق، وملك الأمراء صحبته، فتوجهوا من باب البحر، وعلى رأسه صنجق حرير أحمر، وخلفه طبلان وزمران، وكان معه نحو مائة مملوك مشترواته، فلما دخل من باب البحر استمر في ذلك الموكب حتى شق من القاهرة وكان ذلك اليوم مشهودا، فانزلوه في بيت الأتابكي قرقماس الذي عند حوض العظام، ومدوا له هناك مدة حافلة.

ثم أشيع أنه لما دخل الأمير سنان، أخبر أن السلطان سليمان بن عثمان جهز خمسمائة مركب، وشحنها بالسلاح والمقاتلين، وخرج بنفسه إلى قتال أهل رودس من الفرنج، وقد جمع من العساكر ما لا يحصى عددهم، وهو قاصد التوجه إليهم.

قيل أن الأمير سنان لما مر على ضياع الشرقية التي على شاطئ البحر، وقف إليه الجم الكثير من الفلاحين واستغاثوا به، ودعوا بالنصر للسلطان سليمان ابن عثمان، وقالوا: قد خرجنا من الظلم يأخذوا منا النصف من الفضة الجديدة بنصفين وربع وعند الحساب يقيمونه علينا بنصف فضة، ما يحل من الله ، قوعدهم بالنظر في أحوالهم ولم يظهر لقوله نتيجة فيما بعد، واستمر كل شيء على حاله.

وفي يوم الخميس سابع عشرية طلعت تقدمة الأمير سنان بك إلى ملك الأمراء، فكان من جملتها أربعة مماليك صغار مرد جراكسه، وحملان ما بين شربات وطاسات وغير ذلك وحملان شقق برصاوي مذهب، وأثواب محمل ملون وعليها فرو سمور ووشق وسنجاب، وحملان أقواس وغير ذلك.

<<  <  ج: ص:  >  >>