ومن مضمونه أنه إذا قدم عليه قاصد من بلاد الروم، لا ينعم عليه بأكثر من ألف دينار. فإنه بلغ السلطان سليمان أنه ينعم على قصاده الواردة عليه من بلاد الروم بمال جزيل، فمنعه من ذلك.
ومن مضمونة أن ملك الأمراء ينظر في أحوال الرعية، ويصرف للجند جوامكهم في كل شهر على العادة، وأن ينظر في أمر المعاملة في الذهب والفضة.
ومن مضمونة أنه أرسل يطلب جماعة من الأصباهية يمضون إلى إسطنبول، ويجئ إلى مصر غيرهم.
وأرسل يقول لملك الأمراء أن ينظر في أمر تسعير البضائع كالقمح وغيره، وأظهر غاية العدل في مرسوم ملك الأمراء، وأكد فيه النظر في أحوال الرعية قاطبة. وفيه يقول الناصري محمد بن قانصوه بن صادق:
كعب سليمان كعب خير … أعني ابن عثمان دام ملكه
من كعبه مصر في رخاء … ومن سطاه الملوك ملكه
وفيه أشيع أن السلطان رسم للأمير جانم الحمزاوي أنه إذا دخل إلى حلب يطلع القلعة ويأخذ المال الذي كان السلطان الغوري أودعه بها لما خرج إلى ملاقاة السلطان سليم شاه بن عثمان، وكان نحو ستمائة ألف دينار وكسور، فرسم السلطان سليمان بحمل ذلك إلى ملك الأمراء خاير بك، وأنه يسبك الفضة ويضربها باسم السلطان سليمان بمصر، وتمشي في المعاملة للناس، والله أعلم بحقيقة ذلك هل له صحة أو لا.
وفي يوم الاثنين ثاني عشرية، نزل ملك الأمراء من القلعة، وعدي إلى بر الجيزة، ونزل بشبرمنت على سبيل التنزه، وكان صحبته الأمير قانصوه، وآخرون من الأمراء الجراكسة، والأمراء العثمانية والقاضي شرف الدين الصغير، والشهابي أحمد بن الجيعان، والقاضي بركات بن موسى المحتسب، وآخرون من المباشرين. وأقام بشبرامنت إلى يوم الأربعاء رابع عشري صفر وأرسل يطلب عليقا ودقيقا، وغير ذلك من دجاج وأوز.
وأشيع أنه توجه من هناك إلى نحو النجيلة يتصيد فتوجه إليه الأمير جانم الحمزاوي، ونقيب الجيش الجمالي يوسف، والقاضي شرف الدين بن عوض ويوسف بن أبي الفرج المفتش، وابن أبي أصبع وغير هؤلا من الأعيان وأرباب الوظائف.
وفيه توفي القاضي بدر الدين محمد بن حجاج الموقع، وكان من الأعيان وخدم عدة أمراء مقدمي ألوف.