وصياحهم بالنصر من عظم الدعا … وعدوه كالكلب خزيا عاوي
ولبعضهم بعضا أصابعهم غدت … تبدي الإشارة والرؤوس تلاوي
جانم مفدي نائب في مصرنا … والعز في ذي الخلعتين سماوي
لا زال في مثليهما مرقاهما … فيه على زحل بغير تهاوي
ببقاء ذي الملك الذي أضحى له … شرف على كسري وقيصر حاوي
أعني سليمان المقيم بعدله … أمنا إليه من تروع ياوي
والمدح ممن قانصوه له أب … يبدي على كبد العدو مكاوي
ولسانه عن حال مصر قائل … ومقاله داء الغلاء مداوي
إن فاخرت بالنيل مصر غيرها … فنواله لبلاد مصر تقاوي
ثم أشيع أن السلطان سليمان - نصره الله تعالى - أرسل سبعة قفاطين حرير إلى مشايخ العربان الذين بالصعيد، والذين بالغربية، والذين بالشرقية، والذين بالبحيرة، وأرسل لكل واحد منهم مرسوما شريفا على انفراده مع القفطان وأرسل على يد الأمير جانم الحمزاوي، قفطانا مخملا مذهبا للسيد الشريف بركات أمير مكة المشرفة وأرسل قفطانا مخملا للأمير علي بن عمر شيخ عربان الصعيد. وأرسل قفطانا مخملا لشيخ العرب واصل بن الأحدب أمير هوارة. وأرسل قفطانا مخملا إلى الأمير أحمد بن بقر أمير جذام وأمير الرايتين. وأرسل قفطانا مخملا لشيخ العرب حسام الدين بن بغداد شيخ عربان الغربية وأرسل قفطانا مخملا لشيخ العرب إسماعيل ابن أخي الجويلي شيخ عربان البحيرة، فأرسلوا ذلك مع المراسيم، ومن كان منهم حاضرا في القاهرة لبس قفطانه بحضرة ملك الأمراء.
وفي يوم الأحد رابع عشرة، حضر بين يدي مل الأمراء: الأمير على العثماني، وخير الدين نائب القلعة، والأمير نصوح، والأمير شيخ، والقاضي حمزة، وغير هؤلاء من الكواخي. ثم أحضر الأمير جانم الحمزاوي مرسوم السلطان سليمان ابن عثمان - نصره الله تعالى - فقام إليه الأمراء العثمانية قاطبة، وملك الأمراء، ولم يحضر ذلك المجلس أحد من الأمراء الجراكسة. ثم قرئ عليهم ذلك المرسوم، فكانت ألفاظه باللغة التركية، فأحضروا من حلها بالعربية.
فكان من مضمونة أن السلطان سليمان نعت ملك الأمراء نعتا عظيما، وفوض له التكلم على مصر وأعمالها، يعزل بها من يختار، ويولى من يختار، من الثغور والبلاد الشرقية والعربية وبلاد الصعيد.