للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم إن قاضي القضاة الشافعي نادى في القاهرة أن غدا من شوال، وهذا ما اتفق قط أن ينادي قبل رؤية الهلال أن غدا من شوال، فعد ذلك من النوادر، وكان موكب العيد حافلا بالقلعة.

وفيه كان دخول المقر الشهابي أحمد بن الجيعان على ابنة الأمير خاير بك كاشف الغربية، أحد الأمراء المقدمي الألوف، وهي التي كانت زوجة الأمير تاني بك الخازندار أحد الأمراء المقدمين، وكانت غير محمودة السيرة في أفعالها.

وقبل ذلك بمدة يسيرة تزوج القاضي أبو بكر ابن الملكي بابنة الأمير قانصوه المعروف بأبي سنة أحد الأمراء المقدمين، ولا ينكر ذلك عليهم في هذا الزمان.

وفيه قدمت الأخبار بأن السلطان سليمان ابن عثمان لما توجه إلى قتال الفرنج أوقع معهم، وكان بينهم واقعة مهولة، وقتل من عسكره ما لا يحصى عدده، وقتل في معركته الأمير قانصوه العادلي، الذي كان توجه إلى إسطنبول، وقد انتظر السلطان سليمان على الفرنج نصرة عظيمة، ثم خمدت هذه الإشاعة من بعد ذلك، وكثر القال والقيل بين الناس بسبب ذلك.

وفي يوم الخميس ثامن عشرة، خرج المحمل من القاهرة في تجمل زائد، وكان أمير ركب المحمل الأمير جانم كاشف الفيوم على العادة، وخرجت صحبته الملكة خاتون عمة السلطان سليمان وولدها مصطفى بك، فطلب الأمير جانم طلبا حافلا، وكان به ست عجلات تسحبها الأكاديش، وعليها عدة مكاحل نحاس ومدافع حجر، بسبب قتال العربان الذين في طريق الحجاز، فإنه كان في السنة الماضية في غاية الاضطراب بسبب فساد العربان.

وفي يوم الأربعاء رابع عشرية، نودي في القاهرة عن لسان ملك الأمراء، بأنه لا مملوك ولا عثماني يلبس زنطا أحمر. ولا أولاد الناس أيضا، ومن لبس زنطا بعد المناداة شنق من غير معاودة في ذلك.

ثم إشيع أن ملك الأمراء رأى عبيدا وغلمانا بجمقدارية، وهم بزنوط حمر، غ فقال:

امضوا بهم إلى بيت الوالي يشنقهم، فشفع فيهم بعض الأمراء.

ثم أشيع أن ملك الأمراء رسم للأمراء الجراكسة بأنهم لا يلبسون سرموجة تركية، ولا يطلعون بها إلى القلعة، وهذا كله عين المقت للجراكسة وبغضا فيهم قاطبة.

وفي يوم السبت سابع عشرية، الموافق لأول يوم من بابه من الشهور القبطية، ثبت النيل المبارك على ثلاث وعشرين أصبعا من عشرين ذراعا، فكان منتهى الزيادة عشرين ذراعا إلا أصبعا واحدة، وكان نيلا عظيما إلى الغاية، وللناس مدة طويلة ما رأوا نيلا مثل

<<  <  ج: ص:  >  >>