شخص من أعيانهم، فلما تزايد الأمر دخل بينهم أغواتهم والكيخية الكبير، فأصلحوا بينهما، فاصطلحا على فساد، وخمدت هذه الفتنة ولله الحمد.
وفيه قدمت الأخبار بأن عربان الشرقية قد خرجوا عن الطاعة، وأظهروا العصيان، ونهبوا الضياع، فعند ذلك عين ملك الأمراء قايتباي الدوادار وصحبته جماعة من المماليك الجراكسة، بأن يخرجوا إلى العربان ويحاربوهم، فخرج الأمير قايتباي من يومه على جرائد الخيل، وتوجه إلى بلبيس، وأقام بها.
ثم أشيع أن الأمير قايتباي قد وقع بينه وبين شيخ العرب بيبرس بن بقر واقعة، وكبس عليه تحت الليل، فهرب منه وأظهر العصيان، فتوجه إلى نحو الطور وأقام به، فلما أظهر العصيان بيبرس ابن بقر اضطربت أحوال الشرقية إلى الغاية، حتى أشيع أن ملك الأمراء قصد أن يخرج إلى العربان بنفسه، فإن سبع طوائف من العربان كلهم تحالفوا على العصيان، والخروج عن الطاعة، منهم بنو عطية، وبنو عطاء، وبنو حرام، وغير ذلك من طوائف العربان المفسدين.
ثم إن ملك الأمراء خلع على الأمير أحمد بن بقر واستقر به في مشيخة الشرقية عوضا عن أبيه بيبرس.
*****
وفي شهر رجب - وكان مستهله يوم الخميس - اتفق أن ذلك اليوم كان عيد ميكائيل، ونزلت النقطة بالليل مستهل الشهر، فتفاءل الناس بأن النيل سيكون في تلك السنة عاليا مباركا، ففي أوله طلع القضاة الأربعة إلى القلعة وهنئوا ملك الأمراء بالشهر، ثم عادوا إلى دورهم، وفي يوم الأحد رابعه قبض ملك الأمراء على شخص من الإصباهية قتل شخصا من المماليك السلطانية في محل سكر، فغضب على قتله خير الدين بك نائب القلعة، فربطوه في ذنب أكديش وهو على ظهره، ثم سحبوه وطلعوا به إلى القلعة، وشنقوه ومضى أمره.
وفيه نزل ملك الأمراء من القلعة، وتوجه إلى قصر ابن العيني الذي بالمنشية، وأقام هناك إلى قريب الظهر، ثم عاد إلى القلعة، وكان له مدة لم يتنزه في الروضة، ولا غيرها من المتنزهات، وسبب ذلك لم العارض الذي طلع له ولم يختم إلى الآن.
وفيه قدم جماعة من إسطنبول ممن كانوا هناك من أهل مصر، وأشيع أن السلطان سليمان نادى في إسطنبول بأن الجماعة الأسرى الذين من أهل مصر يرجعون إلى بلادهم ولا يتأخر منهم أحد، وكل من تأخر منهم شنق، فلم يتأخر بإسطنبول سوى سيدي علي بن