للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفيه قدم الشيخ شمس الدين محمد السميديسي الحنفي، الذي كان ولي قضاء الحنفي في دولة الغوري بحلب، وكان السلطان سليم شاه بن عثمان لما انكسر الغوري ومات بحلب، وملك سليم شاه حلب، قبض على السمديسي وأرسله من هناك إلى إسطنبول، فأقام بها حتى رسم السلطان سليمان يعود الأسرى إلى بلادهم، فحضر السمديسي مع جملة من حضر إلى مصر، وحضر صحبته محب الدين الحنبلي الذي كان مقيما بالخانقاه الشيخونية، وحضر أبو الفوز بن الحمصاني، وأفضل الدين موقع السلطان طومان باي، وحضر شمس الدين محمد المقسمي أحد بواب الشافعية، فحضر هؤلاء كلهم من البحر المالح من دمياط.

وفيه دخل الأمير جانم الحمزاوي من الخانكاه وسافر.

وفيه حضر من إسطنبول المهتار محمد الخولي مهتار السلطان الغوري، وحضر من التجار ابن أبي عوانة البرلسي، وآخرون.

وفيه استقر في نيابة جدة شخص من تجار الأروام يقال له عيسى قرا قرر في نيابة جدة عوضا عن حسين الذي كان بها.

وفي هذا الشهر ظهر شمس الدين محمد بن إبراهيم الشرابيشي الذي كان متحدثا في أوقاف الزمامية، وكان له مدة من حين حضر من إسطنبول في الخفية، فظهر لما أفرج السلطان سليمان بن عثمان عن الأسرى الذين كانوا بإسطنبول.

وفي يوم الأربعاء خامس عشرة، توفي القاضي محيي الدين النبراوي أحد نواب الحنابلة، وكان عالما فاضلا، علامة في مذهبه، مات وله من العمر مائة سنة وسنتان بعدها، وهو آخر نواب الحنابلة ممن ولي عن قاضي القضاة عز الدين العسقلاني، وكان لا بأس به.

وفيه توفي الشيخ بدر الدين محمد المنوفي، صاحب ملك الأمراء، وكان لا بأس به، وكان له في اعتقاد عظيم بالصلاح.

وفيه توفي الشيخ عبد الصمد خطيب المدرسة الجيعانية وكان لا بأس به.

ومن الحوادث أنه في يوم الجمعة سابع عشرة ثارت فتنة عظيمة بين الإصباهية والانكشارية، وغلقوا باب القلعة، ومنعوا القاضي الشافعي أن يطلع القلعة ويصلي يملك الأمراء صلاة الجمعة.

واستمرت هذه الفتنة عمالة بين الفريقين يومين، وصارت الانكشارية ينزلون من القلعة مشاة ويقتتلون مع الإصباهية في الرميلة، ويطردونهم إلى الصليبة، فقتل من الإصباهية

<<  <  ج: ص:  >  >>