للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي يوم الخميس رابع عشرية، وقع أن ملك الأمراء تغير خاطره على شخص من الخدام يقال له مثقال، فقطع أنفه وأذنيه ورسم بنفيه إلى مكة، فنزل من القلعة والدم يقطر من أنفه وأذنيه، ولم يكن له ذنب كبير يوجب ذلك.

وفيه حضر جماعة كثيرة من إسطنبول ممن كان السلطان سليم شاه أسرهم وأخذهم من مصر، فلما مات السلطان سليم شاه بن عثمان، واستقر سليمان ولده بعده، رسم بعود الأسرى قاطبة إلى بلادهم، ورأف بهم، وأظهر العدل فيهم. فحضر منهم جماعة في هذا الشهر، منهم شهاب الدين أحمد بن قريميط، ومحيي الدين وزين الدين بن بهاء الدين أحد كتاب المماليك، والخواجا أبو الطيب بن الرئيس يحيى المزين، وعبد الحفيظ ابن الفار تاجر بالهرامزة، وأبو الفضل بن بركات السمسار في البعلبكي، وتاج الدين بن إبراهيم ابن القاضي سالم، وبدر الدين محمد مباشر الأمير أنص باي حاجب الحجاب، وآخرون لم تحضرني أسماؤهم الآن.

وفي يوم الاثنين ثامن عشرية، ظهر كريم الدين المجولي، وبدر الدين السعودي بن الوقاد، وقد تقدم القول في سبب اختفائهما من الشاويش الذي كان مترسما عليهما، وحثهما على الخروج إلى الإسطنبول.

*****

وفي شهر جمادى الآخرة، وكان مستهله يوم الأربعاء، طلع القضاة الأربعة إلى القلعة، وهنئوا ملك الأمراء بالشهر، ثم عادوا إلى دورهم.

وفي يوم الخميس ثاني الشهر خرج الأمير جانم الحمزاوي وقصد التوجه إلى إسطنبول، وكان ملك الأمراء عينه إلى السفر إلى السلطان سليمان بتقدمة، كما كان يرسله إلى والده سليم شاه، وقيل إن هذه التقدمة التي أرسلت على يد الأمير جانم الحمزاوي، قومت بمائتي ألف دينار أو فوق ذلك، فخرج الأمير جانم الحمزاوي في موكب حافل، ولم يشق من القاهرة، بل خرج من الترب. وكان الأمير جانم الحمزاوي يومئذ من أرباب الحل والعقد بالديار المصرية، واجتمعت فيه الكلمة، ورأى من العز والعظمة في دولة ملك الأمراء خاير بك ما لم يره غيره من الأمراء.

وأشيع أن ملك الأمراء رسم لكريم الدين المجولي بأن يسافر إلى إسطنبول صحبة الأمير جانم الحمزاوي، وأما القاضي بدر الدين السعودي بن الوقاد فأشيع أنه قدم لملك الأمراء ألف دينار حتى أقام بمصر، وكاتب عنه ملك الأمراء بأنه لا يستطيع السفر إلى إسطنبول.

<<  <  ج: ص:  >  >>