الحمد لله زال الهم والألم … عنا لبرئك والأعدا لها سقم
وقلعة الملك أضحى وجهها طلقا … من بعد ما كان فيه قد بدا الكظم
وأصبحت مصر بعد الحزن في فرح … بكم وأمست بثغر البشر تبتسم
وقد غدت بلسان الحال قائلة … الحمد لله زال الهم والألم
وفي يوم الجمعة حادي عشرة، قدم الأمير جاني بك وهو أخو الأمير قايتباي الدوادار، وقد تقدم القول بأّه توجه إلى كشف البلاد الشامية، وأرسل ملك الأمراء على يده تقدمة حافلة إلى الأمير إياس العثماني، الذي استقر في نيابة الشام عوضا عن جان بردي الغزالي، فلما قابل ملك الأمراء خلع عليه، ونزل إلى منزله، وهو في غاية التعظيم.
وفي يوم الجمعة المقدم ذكره، خرج ملك الأمراء وصلى صلاة الجمعة، وكان له مدة وهو منقطع لم يصل الجمعة في جامع القلعة. فلما خرج من الصلاة خلع على المزينين والحكماء، وقيل دخل على المزينين والحكماء ألف وخمسمائة دينار، من نساء ملك الأمراء، ومن سراريه، ومن الأمير جانم الحمزاوي، ومن الأمير برسباي الخازندار والمهمندار، والمباشرين وأرباب الدولة قاطبة، ومن الأمراء العثمانية وغير ذلك من أعيان الناس.
وفي يوم السبت ثاني عشرة، خلع ملك الأمراء على الأمير جانم الحمزاوي، وخلع على الأمير جانم كاشف الفيوم، وقرره في أمرية الحاج على عادته. وخلع على الأمير واصل بن الأحدب شيخ جهات الصعيد، وقرره على عادته في مشيخته.
وفيه قدمت الأخبار بأن الأمير فرحات الذي عين في نيابة طرابلس، لما وصل إلى الصالحية، وجد العربان هناك مفتتنة، فأرسل يطلب من ملك الأمراء نجدة، فإن العربان قد ثاروا عليه في الطريق، وكادوا يقتلونه، فأرسل إليه جماعة من الكملية والإصباهية بسرعة على الفور، حتى أدركوه واستمروا معه إلى طرابلس، وكانت العربان في هذه الأيام في غاية الفساد في البلاد الشامية، من عربان بني عطاء وبني عطية.
وفي يوم الأحد عشرية توفي القاضي بدر الدين محمد المعروف بابن العبسي ناظر ديوان الأحباس، وكان رئيسا حشما حسن السيرة، وكان لا بأس به.