للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الذي كان توكل بهما، تقلق وخرج وسافر من البحر وصحبته كمال الدين بزددار الأمير طراباي، وكمال الدين العائق مباشر أمير أخور، والخواجا عمر بن معزوز المغربي، وزين العابدين حامل المزرة، وبدر العادلي، وحسين ويوسف مناخير، فخرجوا من القاهرة على أقبح وجه من الشاويش الذي رسم عليهم فوضعهم في الحديد، وكتف بعضهم بالحبال، وساقهم مشاة قدامه حتى وصلوا إلى بولاق فأنزلهم في المراكب، وسافروا نحو إسطنبول، وحصل لهم الضرر الشامل من الشاويش. وقد خنق من ابن الوقاد والمجولي، وحط غبنه في هؤلاء، ولم يتأخر بمصر ممن حضر صحبته سوى بدر الدين بن الوقاد والمجولي وزين الدين العجمي شفع فيه ملك الأمراء من التوجه إلى إسطنبول.

وفيه أرسل الأمير علي بن عمر شيخ جهات الصعيد، تقدمة حافلة للسلطان سليمان بن عثمان قيل إنها قومت بستين ألف دينار، وكان السلطان سليمان بن عثمان أرسل إلى الأمير علي بن عمر خلعة الاستمرار على حاله بمشيخة الصعيد، وقد رأى الأمير علي بن عمر في دولة ابن عثمان ما لم يره أحد من أجداده ولا من أقاربه، من العز والعظمة والمال والجاه.

*****

واستهل شهر جمادى الأولى بيوم الثلاثاء، فطلع القضاة الأربعة وهنئوا ملك الأمراء بالشهر، ثم رجعوا إلى دورهم. ولما طلعوا إلى ملك الأمراء وجدوه بالأشرفية التي بجوار الدهيشة، فقام إليهم وكان له مدة وهو متوعك في جسده بسبب طلوع التساليك التي في مشعره، وقد أشرف على الشفاء وبريء من ذلك العارض، وفي ذلك يقول ابن قانصوه:

الحمد لله ثغور الهنا … سرورنا منها أرتنا شفاه

لما إلى نائبنا شاهدت … فابتسمت من فرح عن شفاه

وفي يوم الثلاثاء ثامنه، ركب ملك الأمراء، ونزل من القلعة، وقد شفي من ذلك العارض الذي كان قد اعتراه. فلما نزل من القلعة توجه إلى بيت الأمير فرحات بك الذي قرر في نيابة طرابلس، فنزل إليه وودعه، وأقام عنده إلى قريب الظهر، ثم عاد إلى القلعة وشق من الصليبة وقدامه جماعة من الإنكشارية مشاة يرمون بالنفوط، وقد هنأه بالشفاء الأديب البارع محمد بن قانصوه بقوله:

<<  <  ج: ص:  >  >>