للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صيرت دورنا خرابا وصرنا … بعد عز أذلة للخطوب

يا لها من مذلة بعد عز … صيرتنا من عظمها في لغوب

أين خير الأنام والآل والصح … ب وأين الملوك أهل الحروب

قد قضى الله بالممات عليهم … مثل ما قد قضى على يعقوب

الذي كف عن فراق مناه … وتلقى البلاء عن أيوب

غاب عنه ابنه فمات بحزن … كمدا .. من يطيق فقد الحبيب؟

ابن عبد العزيز أعنى أمير ال … مؤمنين النجيب وابن النجيب

صاحب العهد والخلافة والعق … دمع الحل واللوا والقضيب

قلت صبرا على الذي حل لما … قد أشان في ذا الزمان العجيب

هاشمي أبا وأما وهذا … غاية المجد للحسيب النسيب

الذي كان للأرامل والأي … تام كفؤا وكان مأوى الغريب

يا يتامى ويا أرامل ضجوا … واهطلوا عينكم بدمع سكوب

واسألوا الله أن يسكنه الفر … دوس فضلا فالله خير مجيب

والي مصر أن يجيء قريبا … ابنه في هنا وعيش خصيب

صير الله روح والده في … خير روح بنشر بشر وطيب

وكذا روح من رثاه بهذا … إن يمت مثله بأوفى نصيب

وكذا قانصوه أبوه امتنانا … منه ما صاح ذو بكا ونحيب

قائلا والعيون تجري عيونا … رشق الموت في مرامي القلوب

ولما توفي الخليفة يعقوب لم يستطع ملك الأمراء أن ينزل من القلعة ويصلي عليه، فإنه كان في غاية الضرر من تلك التساليك التي طلعت له في مشعره، فحضر مشهد الخليفة يعقوب قضاة القضاة، وبعض الأمراء فصلوا عليه ودفن عند أقاربه بالمشهد النفيسي رحمة الله عليه، ودفن يوم الجمعة عشريه.

توفي بزدداره الحاج علي في ذلك اليوم، ودفن عقيب دفن أستاذه يعقوب.

وفي يوم السبت حادي عشريه خرج الأمير قاسم العثماني كزك بك الذي حضر صحبة الأصباهية، فرجع إلى إسطنبول وصحبته جماعة من العساكر العثمانية الذين كانوا بمصر، فاختاروا عودهم إلى بلادهم بإسطنبول هم وهؤلاء الذين حضروا صحبة الخلعة التي جاءت إلى ملك الأمراء من عند السلطان سليمان بن عثمان.

وفيه حضر إلى الديار المصرية القاضي بدر الدين محمد المسعودي ابن الوقاد، وكان توجه إلى إسطنبول مع جملة من توجه من الأساري، فأقام في إسطنبول مدة طويلة إلى أن

<<  <  ج: ص:  >  >>