يأخذ بخواطر المماليك الجراكسة أيضا، ويخاطبهم يا أغاوات، بعد ما كان يقول: يا كلاب يا زرابين. وقد أقامت المماليك الجراكسة صدورها من حين سمعوا بموت سليم شاه بن عثمان.
وفي يوم الاثنين رابع عشريه أشيع أن طائفة الأصباهية وقفوا إلى ملك الأمراء، وقالوا: مثل ما أنفقت على الانكشارية أنفق علينا أيضا، فقال لهم: الانكشارية مماليك الخنكار وأنتم خدامه، وما عندي ما أنفقه عليكم، فنزلوا من عنده على غير رضا، وأشيع أنهم يقصدون نهب الزينة، فبادر الناس بفك الزينة، ووقع الاضطراب في ذلك اليوم.
وفي يوم الثلاثاء خامس عشريه، أنفق ملك الأمراء على الانكشارية فقط، فأعطى لكل واحد منهم أربعين أشرفيا ذهبا تصرف بثمانين أشرفيا فضة، وأعطى الصوباشية أغوات الانكشارية لكل واحد منهم مائة دينار، فشق ذلك على الأصباهية والكملية، وأشيع إقامة فتنة.
وفي يوم الأربعاء سادس عشريه، حضر قاصد منعند نائب الشام الأمير جان بردي الغزالي، يقال له: خشقدم اليحياوي، وهو أحد الأمراء العشراوات بدمشق، وكان أمير جكار عند قانصوه اليحياوي، فلما حضر بين يدي ملك الأمراء دفع إليه مطالعة نائب الشام جان بردي الغزالي، ومطالعة إلى الأمراء، فلما قرئت اضطربت أحواله، ولم يعلم ما في تلك المطالعات، فأنزلوا القاصد في بيت الأمير جانم الحمزاوي، فأقام عنده في الترسيم وهو محتفظ به.
ثم أشيع أن ملك الأمراء من حين حضر قاصد نائب الشام الغزالي وهو منكد، وشرع في تحصين قلعة الجبل، وركب على أبراجها المكاحل، ووزعت أعيان الناس أمتعتهم في حواصل، وتزايد القيل والقال بين الناس في أمر جان بردي الغزالي نائب الشام، وأشيع عصيانه بالشام، وقد جمع من العساكر ما لا يحصى.
ثم في يوم الخميس سابع شعريه رسم ملك الأمراء أن طائفة الانكشارية يقيمون في القلعة في الطباق ولا ينزلون إلى المدينة، وأن طائفة الأصباهية يسكنون حول القلعة بالقرب من بيت قرا موسى ففعلوا ذلك.
وفي يوم الجمعة ثامن عشريه خرج قاصد من عند ملك الأمراء يقال له: أمير شيخ، فأرسل على يديه مطالعات إلى السلطان سليمان بن عثمان يعزيه في والده السلطان سليمشاه، ويهنيه باستقراره في الملك عوضا عن أبيه.
ثم أشيع أن ملك الأمراء أرسل قاصد نائب الشام وهو خشقدم اليحياوي الذي حضر وعلى يديه المطالعات، فأرسله إلى السلطان سليمان وصحبته تلك المطالعات الواردة من