للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أمر بضربهم بالمقارع، وسجن المرأة بالحجرة، وسجن اليهودي بالديلم، حتى يكون من أمرهم ما يكون.

وفيه قدمت الأخبار من حلب: أن عبد الرزاق أخا علي دولات، وثب على ابن أخيه سوار، وقد التفت عليه جماعة من التركمان البياضة والأكراد فحصل بينهما واقعة مهولة، فقتل بها جماعة كثيرة من التركمان، وأشيع قتل سوار في المعركة، وقد ملك عبد الرزاق من سوار الإبلستين والمرعش وغير ذلك من البلاد، واستمرت الحرب ثائرة بين الفريقين ثمانية أيام، وانتصر عبد الرزاق على سوار، ثم خمدت هذه الإشاعات من بعد ذلك كأنها لم تكن.

*****

واستهل شهر جمادى الأول بيوم الخميس، فطلع القضاة الأربعة إلى القلعة، وهنأوا ملك الأمراء بالشهر ثم عادوا إلى دورهم. وفي هذا الشهر تزايد أمر الغلاء بالديار المصرية، وبلغ سعر القمح ثلاث أشرفيات كل أردب، وبلغ سعر الأردب الشعير أربعمائة درهم، والفول ستمائة درهم كل أردب، وشطح السعر في سائر الحبوب، وبلغ كل رطل سمن أربعة أنصاف، والشيرج ثلاثة أنصاف كل رطل، والأجبان قاطبة في غاية الغلو، واللحم الضأني كل رطل بثمانية عشر درهما، واللحم البقري كل رطل بستة عشر نقرة، وبلغ سعر السكر ثمانية أنصاف كل رطل، وبلغ سعر العسل الأسود كل رطل ثلاثة أنصاف، وبلغ سعر الصابون كل رطل خمسة أنصاف، وعلى هذا فقس سائر البضائع والغلال وغير ذلك، حتى بلغ سعر الراوية من الماء أربعة أنصاف، وعم هذا الغلاء أنواع القماش قاطبة، البياض والملون والحرير والصوف والجوخ، وغير ذلك من القماش.

وسبب ذلك الغش في المعاملة من الذهب والفضة، وصار الأشرفي البرسبيهي يصرف بثلاث أشرفيات فضة، والأشرفي القايتباهي يصرف بأشرفيين وثمانية أنصاف، والأشرفي الغور يصرف بأسرفيين وأربعة أنصاف، وكذلك الأشرفي العثماني ضرب الخنكار. وأما الفضة فجميعها في غاية الغش والفساد، وصار الناس في أمر مريب سبب ذلك. وقد تغيرت أحوال الديار المصرية تغيرا فاحشا إلى الغاية، وفوق ذلك جور التركمان في حق أهل مصر من الخطف والنهب، وأخذ أموال الناس بغير حق، وخطف النساء والمرد من الطرقات.

ومن الوقائع الغريبة، كائنة الشيخ محمد الرشيدي الذي كان ناظر الكسوة، وناظر الجوالي وغير ذلك من النظارات، وكان الخنكار قرره في ذلك، وقد سعى له حليم جلبي

<<  <  ج: ص:  >  >>