للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي يوم الثلاثاء سادس عشريه، حضر القاضي بركات بن موسى المحتسب، وكان مسافرا نحو الصعيد بسبب ضم الغلال وغير ذلك، وكان له نحو خمسة أشهر وهو مسافر، فلما طلع وقابل ملك الأمراء خلع عليه قفطانا مخملا ونزل إلى داره، فزينت له سويقة اللبن ودكاكين الحشاشين.

وفي يوم الأربعاء سابع عشريه، خلع ملك الأمراء على الأمير كمشبغا الوالي وأعيد إلى الولاية، وكان له عدة أيام وهو مختف لم يظهر بسبب واقعة المحلاوي، وقد وقع بينه وبين الكملية فتنة، وعينوا له القتل فاختفى وأغلق عليه أبوابه أياما، فلما تلاقى ملك الأمراء خواطر التركمان وأرضاهم، وزاد في جوامكهم، وخمدت تلك الفتنة، ظهر كمشبغا، وخلع عليه واستقر على عادته، فعز ذلك على التركمان.

ولما حضر القاضي بركات بن موسى المحتسب ضمن ابن ظلام شيخ سوق الجملون، وخلصه من الحديد، وألبسه قفطانا مخملا، وأقره شيخ الجملون كما كان، وضمنه في مال له صورة يورده إلى ملك الأمراء، وكان ابن ظلام صهر القاضي بركات بن موسى، فبذل معه المجهود حتى خلصه.

وفي يوم الخميس ثامن عشري رمضان خرج العسكر المعين إلى بندر جدة، فخرجت تلك التجريدة في ذلك اليوم وهم ما بين مماليك جراكسة وتركمان، وكانت عدتهم نحو ثلثمائة إنسان من الفريقين، وكان الباشا عليهم شخصا من العثمانية يقال له: أغات الكملية، وقيل: إنهم يتوجهون إلى السويس، وينزلون من هناك في المراكب إلى البحر المالح، حتى يصلوا إلى جدة، وقد كثرت الإشاعات بسبب فساد الفرنج وعبثهم في البحر على التجار، وقد جاؤوا نحو بندر جدة.

*****

وفي شهر شوال وكان مستهله يوم الأحد، طلع القضاة الأربعة إلى القلعة، وصلوا مع ملك الأمراء صلاة العيد، ثم نزلوا إلى دورهم، وبطل ما كان يخلع في ذلك اليوم من الخلع على قضاة القضاة والأمراء والمباشرين وأرباب الوظائف قاطبة، وزال ذلك النظام العظيم من مصر كأنه لم يكن أبدا.

وفي يوم الخميس خامس شوال، وافق ذلك اليوم أول يوم من بابه، فيه ثبت النيل المبارك على ثماني أصابع من عشرين ذراعا، وكان أرجح من نيل العام الماضي بذراعين وأصبعين، فإنه ثبت في العام الماضي على ستة أصابع من سبعة عشر ذراعا، وهبط سريعا فشرق غالب البلاد.

<<  <  ج: ص:  >  >>