للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأمراء بأن أولاد أنس لا يعارضون فيما يفعلون من جمع بنات الخطأ، كما كانت تفعل أمهم أنس.

وفي هذا اليوم قدمت الأخبار من حلب بأن الخنكار أرسل عسكرا يقيمون بمصر عوضا عن الأصباهية الذين كانوا بها.

وفي يوم السبت ثاني عشرة رسم ملك الأمراء بشنق شخص سروجي فشنق عند باب خان الخليلي وسبب ذلك أنه كان له عبد فباعه لبعض المماليك الجراكسة، فهرب وخدم عند بعض التركمان، ثم أن السروجي توجه إلى سيدي أحمد البدوي، فصادف ذلك العبد هناك فقبض عليه وأحضره إلى القاهرة، فهرب ذلك العبد من بيت السروجي وأتى إلى التركماني، وادعى أنه لم يكن في ملك السروجي وأنه معتوق، فطلع التركماني وقص خبر العبد على ملك الأمراء، فأحضر ذلك السروجي وأخبر أنه قد باعه لمملوك جركسي، وقتل في الواقعة ومضى أمره، فلم يثبت للسروجي عليه حق فأغلظ السروجي على ملك الأمراء في القول فحنق منه ملك الأمراء ورسم بشنقه فشنق عند خان الخليلي، فقيل: إن السروجي سأل ملك الأمراء أن يفدي نفسه من الشنق بخمسمائة دينار، فأبى ملك الأمراء من ذلك، وشنق فراح ظلما.

وفي يوم الاثنين رابع عشره وقعت حادثة مهولة وهي: أن جماعة من الكملية والأصباهية وقفوا إلى ملك الأمراء يطلبون منه جوامكهم عن ثلاثة أشهر، ويأذن لهم بالسفر إلى بلادهم، فلم يلتفت إليهم، فنزلوا من عنده ووقفوا بالرميلة، فلما طلع الأمير جانم الحمزاوي أحاطوا به وضربوه وأنزلوه عن فرسه، وأرادوا قطع رأسه، فهرب ودخل إلى الميدان وهو مكشوف الرأس، فوقف في وجوههم شخص من أمراء الجراكسة يقال له:

الأمير بخشباي - الذي كان كاشف البهنسا - فرموا غبنهم فيه فضربوه بالسيوف حتى أشيع موته، فحملوه وأدخلوه إلى باب السلسلة وفيه بعض نفس.

ثم أن الكميلة استمروا بالرميلة طالبين شرا مع الجراكسة، وانفتح بينهم باب الشر بسبب جانم الحمزاوي، ثم أنزلوا الأمير بخشباي إلى بيته فأقام إلى يوم الأحد عشريه ومات، وقد جرح في رأسه جرحا بالغا ومات به، وأشيع أن ملك الأمراء كتب محضرا بأن الكملية قتلوه وأرسل ذلك المحضر إلى الخنكار بأدرنة، ثم حضر جماعة من الأمراء الجراكسة وصلوا على الأمير بخشباي، وكانت له جنازة حافلة وصنعوا قدامه كفارة.

وفيه قدمت الأخبار من حلب بوفاة القاضي محب الدين محمود ابن القاضي شمس الدين محمد بن أجا الحلبي، وكان رئيسا حشما أصيلا عريقا فاضلا، ولي قضاء الحنفية بحلب، ثم ولي كتابة السر بالديار المصرية، وأقام في هذه الولاية ست عشرة سنة، وهو

<<  <  ج: ص:  >  >>