للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قيل: إن هذه عادة عند العثمانية أنه في أيام العيد يخرج الخنكار ويسير في الفضاء، ويسوقون قدامه بالخيول، فمن سبق فرسه ينعم عليه الخنكار بمائة دينار، والذي تقصر فرسه عن السباق ينعم عليه ببطيخة، وهذا من أنواع المماجنة. فانشرح ملك الأمراء في ذلك اليوم إلى الغاية.

وفيه قبض ملك الأمراء على الخواجا شهاب الدين أحمد بن أبي بكر السكندري، ووضعه في الحديد، وقرر عليه مالا له صورة. وأشيع أن الخنكار أرسل بطلبه إلى إسطنبول، فاضطربت أحواله بسبب ذلك إلى الغاية.

وفيه خلع على محيي الدين بن يوسف بن أبي أصبع، وقرره على عادته أستادار الذخيرة الشريفة.

وفي يوم الجمعة عاشره حضر القاضي شرف الدين الصغير كاتب المماليك إلى الميدان، وعرض جماعة من أولاد الناس ومن المماليك، وكتب منهم جماعة بأن يتوجهوا إلى عقبة أيلة، ويقيموا بالأزلم … فكتب منهم جماعة في ذلك اليوم نحو ستين إنسانا أو فوق ذلك. فحصل لأولاد الناس بسبب ذلك غاية الضرر لأجل قلة العليق … وكانت القاهرة في تلك الأيام في غاية الانشحات من قلة العليق، وعدم الجمال بسبب خروج الحجاج.

وفي يوم السبت حادي عشره نزل ملك الأمراء وجلس بالميدان، وعرضت عليه كسوة الكعبة الشريفة ومقام إبراهيم والمحمل، وشقوا بهم من القاهرة. وكان ذلك اليوم مشهودا.

وفي يوم الأحد ثاني عشره أشيع أن ملك الأمراء أفرج عن القاضي نور الدين علي الفيومي الحنفي، وكان له مدة وهو في الترسيم بالقلعة، بسبب مكتوب ثبت عليه، وكان غير محمود السيرة في أفعاله، وجرت له وقائع كثيرة.

وفي يوم الاثنين ثالث عشره أنفق ملك الأمراء على العساكر الذين تعينوا للعقبة والأزلم، فأعطى لكل واحد منهم جامكية ثلاثة أشهر معجلا، وهي عبارة عن ستة آلاف درهم. وقيل: رتب لكل واحد منهم في كل يوم رطلين بقسماطا تصرف لهم في العقبة، ورسم لهم بأن يجيئوا مع الحجاج إذا حضروا إلى القاهرة. وتوجه هذا العسكر إلى ناك حفظ ودائع الحجاج، وملاقاتهم التي تتوجه لهم من مصر. فإن العربان تزايد فسادهم في حق الحجاج، وأرسلوا يطلبون لهم نجدة عند عودهم إلى مصر.

وفي يوم الأربعاء خامس عشره رسم ملك الأمراء بشنق عشرة أنفار من جماعة عبد الدائم بن بقر، فإنهم كانوا من المفسدين، فنشقوا وعلقوا في أماكن شتى من القاهرة، فشيء

<<  <  ج: ص:  >  >>