وكذا السروج المفرقات بلمعها … كانت كبرق أو كليل أقمرا
زالت محاسن مصر من أشياء قد … كانت بها تزهو على كل القرى
ثم نزل الزيني بركات بن موسى من القلعة في موكب حافل، وقدامه الملالية والمشاعل بالفوط الزركش عليها، والانكشارية بالنفوط قدامه، والقواسة مشاة. فشق من القاهرة في ذلك الموكب.
وفي يوم الخميس ثاني شوال طلع جماعة من أعيان المباشرين إلى القلعة على جاري العادة، فلما تكاملوا أخرج إليهم ملك الأمراء مرسوم الخنكار بن عثمان الذي أرسله على يد صوباشي من العثمانية، الذي تقدم ذكر حضوره من البحر المالح. وكان من مضمون ذلك المرسوم أنه أرسل يطلب خمسة من المباشرين يتوجهون إلى إسطنبول وهم: العلائي علي ناظر الخواص الشريفة، والشرفي يونس النابلسي، والقاضي بركات أخو القاضي شرف الدين الصعير كاتب الرجع، والقاضي فخر الدين بن عوض، والقاضي أبو البقاء ناظر الإسطبل. وأرسل يطلب الأمير يوسف البدري الوزير الذي كان كاشف العربية.
وأرسل يطلب الشرفي يونس نقيب الجيش … فلما تحققوا ذلك اضطربت أحوالهم، ورسموا عليهم بالقلعة، وقالوا لهم: اكتبوا وصاياكم، ويوم الجمعة تسافرون من البحر.
ثم في ذلك اليوم خلع ملك الأمراء على القاضي شهاب الدين بن الجيعان، واستقر به في كتابة السر عوضا عن علاء الدين ناظر الخاص. وخلع على القاضي شرف الدين بن عوض أخي فخر الدين، واستقر به في كتاب الخزانة ومتحدثا في جهات الشرقية. وخلع على القاضي بركات بن موسى وقرره في الحسبة على عادته، وجعله متحدثا على الأستادارية عوضا عن يونس النابلسي، وأشرك معه الشرفي يونس النابلسي أستادار ملك الأمراء، وخلع على القاضي أبي بكر بن الملكي وقرره على عادته مستوفي ديوان الجيش، وخلع على يوسف ابن نقيب الجيش واستقر به في نيابة الجيش عوضا عن أبيه.
فخلع على هؤلاء الجماعة في يوم واحد ونزلوا من القلعة وعليهم القفاطين الحرير.
وفي يوم السبت رابع شوال نزل ملك الأمراء من القلعة وسار نحو بركة الحاج وصحبته الأمير قايتباي الدوادار، والأمير سنان باشا وفائق بك، وجماعة من الأمراء العثمانية، وجماعة من المماليك الجراكسة. ولما وصل إلى سبيل علان ساق قدامه الركاب بالخيل الجنائب، وساقت معهم خيول الأمراء، فسبق فرس الأمير قايتباي الدوادار فرس سنان باشا.