للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي يوم الجمعة ثالث عشرية رحل مصلح الدين من الريدانية، وتوجه إلى الخانقاه، وأشيع أنه لما كان مصلح الدين بالريدانية سرق من تحت رأسه بقجة قماش قيل إن فيها مبلغا له صورة.

وفي يوم الجمعة المذكور طرقت ملك الأمراء أخبار رديئة، بأن حسن بن مرعي شيخ عربان البحيرة أظهر العصيان وخرج عن الطاعة، والتفت عليه عربان قبائل البحيرة وغيرها. فلما تحقق ملك الأمراء صحة هذا الخبر نزل إلى الميدان قبل صلاة الجمعة وعرض المماليك الجراكسة، والعسكر العثماني، فكتب من الفريقين نحو خمسمائة إنسان ما بين انكشارية ورماة، وعين صحبتهم عشر عجلات تكون قدام العسكر، وعين الأمير قايتباي الدوادار باش المماليك الجراكسة، وعين أمير آخور باش العثمانية.

وفي هذه الأيام اضطربت أحوال ملك الأمراء جدا، وقد بلغه أن العربان طردوا إسماعيل بن الجويلي عن أرض البساط وملكوها منه، واضطربت أحوال الغربية إلى الغاية، واضطربت أيضا أحوال الشرقية بسبب عربان السوالم وعبد الدائم بن بقر وإخوته، واضطربت أيضا أحوال جهات الصعيد، وقد ضاعت مصالح المسلمين بينهم. وخرب من الشرقية والغربية عدة بلاد، وظهر الفساد والفتن برا وبحرا، والأمر لله تعالى.

وفي يوم السبت رابع عشرية أرسل شكر أخو حسن بن مرعي شخصا من أقاربه يطلب الأمان له من ملك الأمراء، فأرسل إليه ملك الأمراء منديل الأمان وصورة حلف على يد القاضي فخر الدين بن عوض، وأرسل إليه قفطان حرير مخملا. وخلع على شخص من أقارب حسن بن مرعي الذي جاء يطلب الأمان من ملك الأمراء.

وفي يوم الأحد خامس عشريه خرجت التجريدة التي كانت تعينت إلى حسن بن مرعي، وكان باش العسكر أمير آخور أخا ملك الأمراء وصحبته جماعة من العثمانية ما بين انكشارية ورماة بالبندق الرصاص، وخرج صحبة العسكر تلك العجلات التي عينت لهم، وكانت عدتها عشر عجلات، وخرجت طائفة من المماليك الجراكسة وتوجهوا إلى البحيرة وصحبتهم الأمان والخلعة إلى شكر بن مرعي.

وفي هذا الشهر وردت الأخبار من مكة بأن عدة مراكب فيها إفرنج يعبثون في البحر المالح ويقطعون الطريق على المسافرين في البحر، وأرسل السيد الشريف مطالعة إلى ملك الأمراء بأن يرسل له تجريدة بسرعة، وقد خشي على بندر جدة أن تطرقه الفرنج على حين غفلة، ويملكوه من المسلمين.

وفي يوم الثلاثاء سابع عشرية نزل ملك الأمراء إلى الميدان الذي تحت القلعة، وعرض العسكر، وعين منهم جماعة يسافرون إلى جدة بسبب حفظ البندر، فلما عرض

<<  <  ج: ص:  >  >>