للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي يوم الاثنين سابع عشر شوال خرج المحمل الشريف من القاهرة في موكب حافل، وكان أمير ركب المحمل في تلك السنة القاضي علاء الدين بن الإمام ناظر الخاص، الذي قرر في كتابة السر كما تقدم.

وقد خرج الحاج في هذه السنة ركبا واحدا، الأول والمحمل معا. وكان الحاج في هذه السنة قليلا جدا خوفا من فساد العربان في الطريق، لأنه في السنة الماضية - في دولة الأشرف طومان باي - لم يخرج المجمل من القاهرة، ولم يحج فيها من أهل مصر أحد.

ولما خرج القاضي ناظر الخاص، طلب طلبا تحربيا، يشتمل على أربعة نوب هجن بأكوار محمل، وبعض خيول جنائب عليها بركستوانات فولاذ وكنابيش زركش، وثلاثة خزائن بأغشية حرير أصفر، ومحفة جوخ أزرق، وقدامه طبلان وزمران من غير صنجق. وقد احتفل بعمل سنيح حافل بسبب من حج معه من العثمانية في هذه السنة.

ولما شق من القاهرة كان قدامه الأمير قايتباي الدوادار والأمير أرزقك الناشف أحد الأمراء المقدمي الألوف الذي ظهر عن قريب، والأمير قانصوه العادلي الذي كان كاشف الشرقية، وكان قدامه جماعة من أمراء ابن عثمان ومن عسكره وركب قدامة سائر الأعيان من المباشرين من كبير وصغير، ثم أتى بعده المحمل وقدامه القضاة الأربعة على العادة.

وممن حج في هذه السنة من الأعيان قاضي القضاة محيي الدين المالكي - وهو ابن الدميري - فألبسه خاير بك قفطانا محملا، وقرره قاضي المحمل وحج آخرون من الأعيان لا يحضرني أسماؤهم الآن.

وقد جدد ابن عثمان كسوة المحمل في هذه السنة، فصنع له كسوة فاخرة كلها زركش، وكتب عليها اسمه، ولما شقوا من القاهرة كان لهم يوم مشهود على العادة القديمة. هذا ما كان من ملخص خروج المحمل في ذلك اليوم.

وفي يوم السبت ثاني عشرية خلع ملك الأمراء خاير بك على قانصوه العادلي قفطانا مخملا بتماسيح، وقرره كاشف الشرقية كما كان أولا.

وفي يوم الأحد ثالث عشرية قبض الوالي على خمسة أنفار من العثمانية أشيع عنهم أنهم يحطفون العمائم ويعرون الناس في الطرقات، وأنهم يخطفون النساء والصبيان المرد، وتزايد منهم الفساد. فلما قبض عليهم، رسم سنان باشا أحد أمراء ابن عثمان أن يشنقوا

<<  <  ج: ص:  >  >>