للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأعيان الذين خرجوا من مصر، ولكن لم يثبت إلى الآن أسماء من غرق فيها من الأعيان.

وقد أشيع أنه كان فيها بيبردي بن كسباي أحد الأمراء العشراوات الذي كان باش المجاورين بمكة، وحضر صحبة ابن الشريف بركات أمير مكة، وقد تقدم القول على ذلك.

وكان بتلك المركب قراكز الجكمي رأس نوبة عصا، الذي كان محتسبا بمكة، وكان بها نحو أربعين مملوكا، وكانوا صحبة باش المجاورين، وحضروا صحبة ابن الشريف بركات أمير مكة وقد تقدم القول على ذلك.

وكان بتلك المركب محمد بن إبراهيم الشرابيشي، الذي كان ناظر الأوقاف المتعلقة بالزمامية في أيام السلطان الغوري، وكان بها غير هؤلاء جماعة كثيرة من الناس فأشيع غرقهم أجمعين، ولكن لم يتأكد القول بذلك إلى الآن. وأشيع غرق جماعة من البزددارية الذين كانوا خرجوا من مصر ليتوجهوا إلى إسطنبول. وأشيع أن الطاعون عمال بإسطنبول وبها الوخم والغلاء، وهذا ما أشيع والله أعلم بصحة ذلك.

وفي يوم السبت خامس عشر شوال، حضر أمير من عند ابن عثمان من الشام يقال له الأمير علي، قيل: هو الذي كان واليا بالقاهرة لما كان بها ابن عثمان، فخرج الأمير قايتباي الدوادار إلى ملاقاته، فدخل من باب النصر.

وحضر صحبته جماعة كثيرة من العثمانية، وجماعة من المماليك المتعلقين بملك الأمراء خاير بك الذين كانوا بحلب. قيل: إنهم نحو ثلثمائة مملوك، فأنزلوا هذا القاصد في بيت الأتابكي سودون العجمي الذي في قنطرة سنقر، فلم تصح هذه الإشاعة، وأنزلوه في مكان غير ذلك المكان الذي ذكروه، فأخبر هذا القاصد بأن ابن عثمان دخل إلى الشام وهو مقيم بها. وقيل: إنه يشتي هناك، وأن أهل الشام في غاية الضنك والشدة من عسكره، لأنهم طردوهم عن بيوتهم وسكنوا بها، وحصل منهم لأهل الشام الضرر الشامل أكثر مما حصل لأهل مصر. وأخبر أن الغلاء بالشام حتى بلغ ثمن العليقة الوادة ستة أنصاف ولا توجد.

واختلفت الأقوال في مجيء هذا القاصد … فمن الناس من يقول جاء بسبب استعجال هذا المغل الذي أرسل يطلبه ابن عثمان، ومن الناس من يقول إن ابن عثمان ولاه نيابة الإسكندرية، وقيل جاء بسبب غير ذلك. والأقوال في ذلك كثيرة.

وفي يوم الأحد سادس عشرة نزل ملك الأمراء خاير بك من القلعة، وتوجه إلى منشيه المهراني، بسبب وسق المراكب بالمغل الذي أرسل بطلبه ابن عثمان، فقيل جهز من المغل نحو ثلاثين ألف أردب قمحا وشعيرا، وقيل: أكثر من ذلك.

<<  <  ج: ص:  >  >>