للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

دون إخوته، فما زال يجتهد ويسعى حتى ولاه الروم، ثم سار معه على ذلك حتى دخل إلى مصر وملكها .. ولكن سليم شاه ابن عثمان ليس له صاحب ولا صديق، ولا أمان منه لأحد من وزرائه ولا من عسكره، ومن طبعه الرهج والخفة، ويحب سفك الدماء ولو كان لولده.

ويقال إنه قتل أباه وإخوته لأجل مملكة الروم، وآخر الأمر قتل يونس باشا لكونه صار له عليه يد قديمة، وكان يونس باشا يظن أن سليم شاه يرعى له الود القديم، فكان كما قيل في المعنى:

ربما يرجو الفتى نفع فتى … خوفه أولى به من أمله

رب من ترجو به دفع الأذى … سوف يأتيك الأذى من قبله

فلما أشيع قتل يونس باشا، اضطربت القاهرة وغلقت أبواب المدينة من بعد العصر، وخشوا من هجمة العرب على المدينة، ثم سكن ذلك الاضطراب قليلا

*****

وفي شهر رمضان، وكان أوله يوم الخميس، فلما كانت اليلة الرؤيا ركب الزيني بركات بن موسى المحتسب من المدرسة المنصورية، وقدامه الفوانيس موقودة والمشاعل كذلك على العادة، وكان له موكب حافل.

فلما كان صبيحة شهر رمضان، خلع ملك الأمراء خاير بك على القاضي شرف الدين الصغير وابن موسى، قفطانين مخملين كما هي عادتهم في أول شهر رمضان، ونادوا في القاهرة بأن لا أحد يحتمي على الزيني بركات ابن موسى ناظر الحسبة الشريفة.

وفي يوم الخميس، مستهل الشهر، خلع ملك الأمراء خاير بك على الأمير قايتباي الشهير بنائب الكرك وقرره في الدوادارية، وكانت شاغرة من حين مات الأمير علان الدوادار.

وفي يوم الخميس ثامن شهر رمضان طلعت إلى القلعة خوند مصرباي - وقد تقدم القول بأن ملك الأمراء خاير بك قد تزوج بها - وطلعت إلى القلعة في ذلك اليوم قبل شروق الشمس وصحبتها نساء كثيرة من نساء أعيان وهن على حمير المكارية.

وفي يوم الجمعة تاسع الشهر أشهروا في القاهرة أربع نسوة، وهن على حمير ووجوههن ملطخة بالسواد، قيل: أنهن كن يجمعن عندهن الأجانب من الأتراك في شهر

<<  <  ج: ص:  >  >>